انتظر آلاف الأشخاص ليل الأربعاء ـ الخميس في طوابير طويلة للمرور أمام نعش إليزابيث الثانية المسجّى في قصر ويستمنستر، وذرف كثيرون الدمع لدى مشاهدة نعش الملكة التي استمر عهدها أكثر من 70 عاما.

وسيبقى نعش الملكة (التي توفيت الخميس الماضي عن 96 عاما) مسجى في أقدم قاعة بالبرلمان البريطاني حتى الجنازة المقررة الاثنين في كنيسة ويستمنستر.

Ad

وبعد انتظار لأكثر من 48 ساعة، سُمح لأوائل المنتظرين بدخول القاعة الكبيرة العائدة للقرون الوسطى، بعدما غادر نعش الملكة من قصر باكينغهام للمرة الأخيرة في مراسم شاهدها عشرات آلاف الأشخاص.

وتوقّع المسؤولون توافد ما يصل إلى 750 ألفا من المعزين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة. وجاء بعض المعزين من خارج البلاد وتركوا حقائبهم سريعا في فنادق قريبة للانضمام للصف الذي يتحرك ببطء للوصول إلى قاعة وستمنستر. وكان من بين المعزين رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي وزوجها فيليب، ونكّسا رأسيهما أمام النعش لدى مرورهما مع بقية الناس.

وقد لُف النعش بالعلم الملكي (رويال ستاندرد)، ووضع على منصة مرتفعة أشعلت على زواياها الأربع الشموع.

ويسهر جنود يرتدون زيا رسميا على حراسة النعش بشكل متواصل، وقد أغمي على أحد الحراس ليلا، مما يظهر حجم العبء الذي يمكن أن تمثّله مهمة الحراسة وقوفا.

وفي مشاهد مؤثرة، وقف كثيرون وانحنوا أمام النعش أو قاموا بإيماءات احترام. ورسم آخرون إشارة الصليب أو نزعوا قبعاتهم.

وصلّى البعض باتجاه النعش أو مسحوا دموعهم، وأحضر آخرون أطفالهم في عربات، ووقف جنود قدامى وأدوا تحية أخيرة لرئيسة أركانهم السابقة.

ومع بزوغ فجر الخميس، كان الطابور بطول 3.2 كلم على امتداد الضفة الجنوبية لنهر تيمس. ويتوقع أن يستمر الانتظار ساعات عدة.

وقد أعد المنظمون بنى تحتية لطوابير انتظار بطول 16 كلم، وسط توقعات بأن يتوافد مئات الآلاف لإلقاء نظرة على نعش الملكة.

وكان النعش قد نُقل من قصر باكينغهام إلى قاعة ويستمنستر في وقت سابق أمس. وعلى وقع موسيقى جنائزية عزفتها فرقة عسكرية، تقدّم الملكة تشارلز الثالث أفراد العائلة الملكية في السير خلف عربة خيل تنقل النعش.

وسار تشارلز، الابن البكر للملكة، وشقيقاه وشقيقته وابناه الأميران وليام وهاري، بواقع 75 خطوة في الدقيقة خلف عربة الخيل.

وأعادت صورة تشارلز وابنيه الحزينين إلى الأذهان ذكريات منذ 1997، وكان الشقيقان البالغان آنذاك 15 و12 عاما، يسيران منحنيي الرأس خلف نعش والدتهما ديانا، أميرة ويلز.

ومن برج إليزابيث، في مقر مجلسي البرلمان، قرع جرس بيغ بين في كل دقيقة لدى مرور النعش أمام حشود اصطفت بصمت على جانبي الطريق.

وتعد رحلة النعش في قلب لندن، الذي ارتفعت فيه الأعلام، هي آخر الترتيبات ضمن فترة حداد وطني تستمر 11 يوما، وتنتهي مع مراسم الدفن.

وفي فعالية رسمية لأمير وأميرة ويلز، توجّه ولي العهد الأمير وليام وزوجته كيت إلى ساندريغهام، مقر الإقامة الشتوي للعائلة الملكية في شرق إنكلترا، لمشاهدة باقات الزهور التي تركها الأهالي على بوابة نوريتش، بينما عاد الملك تشارلز إلى منزله في هايغروف بمقاطعة غلوسترشير في جنوب إنكلترا.

ويُفترض أن يتوجه الأمير إدوارد، أصغر أبناء الملكة، وزوجته صوفي إلى مانشستر بشمال غرب إنكلترا، للاطلاع على سجل التعازي المفتوح في مكتبة المدينة.

الى ذلك، قالت الخطوط الجوية التركية إنها قامت بشحن 13 طنا من الزهور من منتجين أتراك لمشترين بريطانيين استخدموها مراسم جنازة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، في حين أعادت السلطات المحلية في في بلدة لو توكيه باري بلاج، مقصد العطلات الشهير بين السياح البريطانيين شمال فرنسا، تسمية المطار الواقع فيها باسم إليزابيث الثانية. وتعتبر البلدة الساحلية مطارها «أكثر مطار فرنسي يعج بالبريطانيين».