توفيت شابة إيرانية بعد دخولها في غيبوبة إثر اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق التي تطبق القواعد الصارمة الخاصة بارتداء الحجاب، في حادثة أشعلت احتجاجات الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع اليوم الجمعة.وفي الشهور الماضية حث نشطاء حقوقيون النساء على المجاهرة بخلع الحجاب، فيما يعرضهن لخطر القبض عليهن بتهمة تحدي قواعد الزي الإسلامي في وقت تشدد فيه السلطات الدينية حملة على ما تسميه «السلوك غير الأخلاقي».
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أمثلة على ما يبدو أنها إجراءات شديدة الوطأة اتخذتها وحدات شرطة الأخلاق ضد النساء اللائي خلعن الحجاب.وذكرت وسائل الإعلام الرسمية اليوم الجمعة أن السلطات أجرت تحقيقات في وفاة مهسا أميني بطلب من الرئيس إبراهيم رئيسي وذلك في الوقت الذي ذكرت فيه الشرطة أن الشابة البالغة من العمر 22 عاماً أصابتها وعكة صحية وهي تنتظر مع أخريات في مركز شرطة الأخلاق الذي نُقلت إليه.وقالت الشرطة في بيان «بناءً على تحقيقات مفصلة، ليس هناك أي أثر على جسمها منذ اقتيادها إلى السيارة (مقبوضاً عليها) وأيضاً في الموقع (مركز الشرطة)»، رافضة مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي ترجح تعرضها للضرب.وأظهرت لقطات دائرة تلفزيونية مغلقة نشرها التلفزيون الرسمي امرأة تحمل نفس الاسم تسقط بعد وقوفها من على كرسي لتتحدث مع مسؤول في مركز الشرطة.ونقل التلفزيون الرسمي عن الشرطة قولها في وقت سابق إن مهسا تعرضت لأزمة قلبية بعد اقتيادها إلى المركز التابع لشرطة الأخلاق من أجل «إقناعها وإرشادها، نافية مزاعم تعرضها للضرب، ونفى أقاربها أنها كانت مصابة بأي مرض في القلب.ومن بين أقوى التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تعليق دعا فيه السياسي الإصلاحي المفوه محمود صديقي اليوم الجمعة على تويتر الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي إلى التحدث عن القضية مثلما تحدث مندداً بمقتل جورج فلويد بعد احتجاز الشرطة الأمريكية له عام 2020.وأظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها مقاطع فيديو، محتجين يهتفون «الموت للدكتاتور» في حين أطلق السائقون أبواق سياراتهم لمساندة المحتجين في ميدان بطهران قرب المستشفى الذي توفيت فيه مهسا أميني وذلك وسط وجود مكثف للشرطة.وكتب المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي على تويتر «وفاة مهسا أميني بعد إصابات تعرضت لها في الحجز بسبب ارتدائها حجاباً غير لائق مروعة... يجب محاسبة المسؤولين عن وفاتها».من جانبها، كتبت منظمة العفو الدولية على تويتر «لا بد من إجراء تحقيق جنائي حول مزاعم التعذيب وغير ذلك من سوء المعاملة في الحجز... ينبغي تقديم كل الأفراد والمسؤولين الذين تقع عليهم المسؤولية للعدالة».وبموجب الشريعة الإسلامية التي طُبقت في إيران بعد ثورة عام 1979 الإسلامية تلتزم النساء بتغطية شعرهن وارتداء ملابس طويلة فضفاضة لإخفاء مفاتنهن، وتتعرض النساء المخالفات لعقوبة التأنيب العلني أو دفع غرامات أو الاعتقال.وبعد مرور عقود على قيام الثورة ما زال الحكام الدينيون يحاولون تطبيق الشريعة في الوقت الذي ترتدي فيه نساء كثيرات من جميع الأعمار والخلفيات ملابس ضيقة وقصيرة وأغطية رأس ملونة تكشف الكثير من الشعر.
دوليات
وفاة إيرانية بعد احتجازها لدى شرطة الأخلاق تشعل احتجاجات
16-09-2022