أكد مصدر مقرّب من المرشد الإيراني علي خامنئي أنه خرج من المستشفى، بعد أن أكد الأطباء استقرار صحته وإمكان الاستراحة في المنزل، مباشرة الى حسينية الإمام الخميني، لكي يدحض الأنباء عن تدهور صحته.وكانت «الجريدة» قد انفردت، في عددها الصادر الجمعة، بخبر خروج خامنئي من العناية الفائقة وبقائه تحت الرقابة الطبية. وحسب المصدر، فإن الفحوص أكدت أن خامنئي عانى نوبة لمرض السرطان الذي يكافحه منذ 20 عاماً، وقد احتاج الى علاج كهربائي وكيميائي، وبعد استقرار وضعه الصحي أكد الأطباء انه يمكنه الخروج من المستشفى والاستراحة في المنزل، لكنه فضّل أن يتجه أولا الى الحسينية للمشاركة في «أربعينية الحسين».
وقال المصدر إن الأطباء أجروا فحوصا شاملة لخامنئي، ليتأكدوا من عدم إصابته بأمراض شائعة مثل كورونا، أو احتمال استهدافه بعملية بيولوجية.
قآني في دمشق
الى ذلك، أكد مصدر في «فيلق القدس» أن قائد الفيلق اللواء إسماعيل قآني توجه الى دمشق بعد مشاركة في مراسم أربعينية الحسين بالعراق، ليلتقي خلال هذه الزيارة الرئيس السوري بشار الأسد، ويسلّمه رسالة من المرشد الإيراني علي خامنئي تطلب منه السماح للقوات الموالية لإيران بالرد على العمليات الإسرائيلية انطلاقا من الأراضي السورية.وتأتي زيارة قآني بعد ساعات فقط من غارة إسرائيلية على مطار دمشق، استهدفت مواقع تستخدمها قوات إيرانية، وأدت الى مقتل 5 جنود سوريين ومقاتلين إيرانيين. وأفادت مصادر اسرائيلية بأن الغارة استهدفت إيصال معدات وأسلحة دقيقة. وقال المصدر إن قآني سيثير ايضا مع السوريين تسريب الروس معلومات الى تل أبيب، مضيفاً أن الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي صارح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذا الأمر، وسلّمه تقارير استخباراتية خلال لقائهما في سمرقند عن وجود اختراقات إسرائيلية في صفوف القوات الروسية العاملة في سورية. وأضاف أن هذه التقارير شملت معلومات استخباراتية عن قيام اسرائيل بتسليم أوكرانيا أسلحة نوعية، وأكد رئيسي لبوتين أنه آن الأوان لروسيا أن تتخذ موقفا تجاه إسرائيل، وتعطي إيران الضوء الأخضر للرد على العمليات الإسرائيلية ضد قواتها في سورية.مهسا أميني
وكانت وفاة شابة كردية إيرانية تدعى مهسا أميني، خلال اعتقالها من قبل «شرطة الأخلاق»، لمخالفتها قواعد الحجاب، قد تسببت في إشعال احتجاجات وصدامات بين الأمن ومحتجين، في عدة مناطق، بينها العاصمة طهران، رددوا شعارات «الموت للدكتاتور»، في إشارة إلى المرشد الأعلى.وأطلقت قوات الأمن الإيرانية، أمس، الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على أهالي بلدة مدينة سَقّز في كردستان إيران، مسقط رأس أميني، الذين خرجوا بالمئات وراء جثمانها، مرددين هتافات ضد السلطات الأمنية التي ضغطت لدفن الفتاة دون أي فحص شرعي مفصل. كما وردت أنباء تفيد بأن القوات الأمنية في سقز أطلقت النار على متظاهرين أمام مكتب قائمقام المدينة، وأشارت مصادر إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين وإطلاق الرصاص من بنادق صيد. وأسفرت المواجهات عن إصابة 5، أحدهم في حالة خطيرة.غضب عارم
وما إن انتشر خبر وفاة أميني، أمس الأول، بعد غيبوبة استمرت 3 أيام داخل مشفى في العاصمة، حتى خرجت احتجاجات ليلية في طهران منددة بانتهاكات الأجهزة الأمنية، بعد أن كشف ناشطون تعرّضها لضربة مميتة على رأسها خلال التحقيق معها.وعلّقت فائزة هاشمي، (ابنة الرئيس الأسبق، هاشمي رفسنجاني)، على الحادث بالقول: «تعامل النظام الإيراني مع المواطنین والسجناء أسوأ من إسرائيل. ففي حين أطلقت إسرائيل أخيراً سراح سجينة كانت مضربة عن الطعام، تتجاهل السلطات الإيرانية إضراب العديد من السجناء السياسيين».وكتب لاعب منتخب كرة القدم الإيراني السابق، علي دائي، تعليقاً على الواقعة: «دمرتم البلاد، ابنتي تسأل عمّا حدث لمهسا، ماذا حدث؟ ما هو ردّي لها؟ بأيّ ذنب قُتلت؟!». وشارك عشرات الفنانين الايرانيين المقيمين بالخارج في حملة تضامن.تحقيق وملابسات
وفي حين فتحت وزارة الداخلية ومدّعي طهران تحقيقين في قضية أميني، بناء على طلب من الرئيس إبراهيم رئيسي، ذكرت الشرطة أن الشابة (22 عاما) أصابتها وعكة صحية، وهي تنتظر مع أخريات في مركز شرطة الأخلاق الذي نُقلت إليه. وأفادت تقارير بأن الشابة العشرينية كانت أتت قبل أيام من مدينة سقز، إلى طهران مع عائلتها لزيارة أقاربها، إلا أنّ الشرطة اعتقلتها يوم الثلاثاء الماضي، واصطحبتها مع أخريات إلى السجن، بسبب لبسها «حجاباً غير لائق»، ومن أجل إلحاقها بـ «دورة إرشادية وتوجيهية في الأخلاق». فيما أكدت لشقيقها أنها ستطلق سراحها بعد ساعة، لكن ذلك لم يحصل. بل نقلت الشابة إلى مستشفى كسرى بالعاصمة يوم الأربعاء في غيبوبة دماغية تامة، شبه ميتة، لتؤكد عائلتها لاحقاً أنها توفيت تحت التعذيب، متوعدة بالتمسك بحق دم ابنتها.تنديد أميركي
وأعرب البيت الأبيض عن قلقه البالغ من وفاة الشابة الإيرانية «تحت التعذيب بعد احتجازها على أيدي شرطة الأخلاق».وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، على «تويتر»: «موتها لا يغتفر. وسنواصل محاسبة المسؤولين الإيرانيين على مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان».ووصف الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، وفاة الشابة بـ «المروعة»، وكتب: «يجب محاسبة المسؤولين عن وفاتها، كما يجب على إيران إنهاء العنف ضد النساء؛ لممارسة حقوقهن الأساسية».وأتت وفاة تلك الشابة وسط جدل متنامٍ داخل إيران وخارجها بشأن سلوك شرطة الأخلاق العنيف والتشدد في تطبيق القوانين، خصوصا خلال عهد رئيسي رجل الدين المتشدد الذي وقع قبل أسابيع، مرسوماً يفرض التشدد في لباس النساء، وينصّ على فرض عقوبات أقسى على كل من يخرق القانون، سواء علناً في الشوارع أو عبر الإنترنت.