«داو جونز» يسجل خسائر أسبوعية تتجاوز 4%

تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية في نهاية جلسة تداولات الجمعة، مع تصاعد القلق حيال وضع الاقتصاد الأكبر في العالم ووسط استمرار ترقب آفاق السياسة النقدية.

وتضررت معنويات المستثمرين في «وول ستريت» مع صعود قوي لعوائد سندات الخزانة الأميركية، وبعد إعلان شركة «فيدكس» بالأمس تحذيرات بشأن تداعيات ضعف أحجام الشحن العالمية، ما أثار القلق حيال قوة الاقتصاد العالمي.

وانخفض سهم «فيدكس» بنسبة 21.4% الجمعة، بعد سحب شركة الشحن توقعاتها بشأن أداء العام المالي الحالي، مع إعلان خطة لخفض التكاليف.

وتعرض سوق الأسهم الأميركي لخسائر قوية هذا الأسبوع تجاوزت 4 في المئة، بعد بيانات أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بأكثر من التوقعات خلال أغسطس الماضي، ما زاد من توقعات المستثمرين حيال رفع الفائدة الأميركية.

وينتظر المستثمرون اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأربعاء المقبل، وسط توقعات برفع معدل الفائدة 75 نقطة أساس للمرة الثالثة على التوالي.

وهبط مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.4% أو 139 نقطة عند 30.822 ألف نقطة، ليسجل خسائر أسبوعية 4.1%.

كما انخفض «S&P 500» بنحو 0.7% ما يعادل 28 نقطة إلى 3873 نقطة، ليهبط 4.8% في إجمالي الأسبوع الجاري.

وسجل مؤشر «ناسداك» تراجعا بنسبة 0.9% أو 104 نقاط مسجلًا 11.448 ألف نقطة، منخفضا 5.5% هذا الأسبوع.

وفي أوروبا، شهد مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي انخفاضا بنحو 1.6% أو ما يعادل 6 نقاط ليغلق عند 408 نقاط، مسجلًا خسائر أسبوعية 2.9%.

كما تراجع «فوتسي 100» البريطاني 0.6% (-45 نقطة) عند 7236 نقطة، وهبط «داكس» الألماني 1.7% (-215 نقطة) إلى 12.741 ألف نقطة، وانخفض «كاك» الفرنسي 1.3% (-80 نقطة) مسجلًا 6077 نقطة.

وفي اليابان، هبط مؤشر «نيكي» بنسبة 1.1% إلى 27.567 ألف نقطة، مسجلًا انخفاضاً بنحو 2.3% خلال الأسبوع، كما انخفض مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقا بنسبة 0.6% عند 1938 نقطة.

وفي بيانات اقتصادية، ارتفع مؤشر جامعة «ميتشجان» لثقة المستهلك في الولايات المتحدة إلى 59.5 نقطة في سبتمبر الجاري، مقابل 58.2 نقطة في أغسطس الماضي، مقارنة بتوقعات كانت تشير لتسجيل 60 نقطة.

وفي السياق، قال «بنك أوف أميركا» إن خسائر سوق الأسهم الأميركي قد تزداد سوءاً مع استمرار قوة التضخم واتجاه أرباح الشركات للهبوط.

وذكر البنك الأميركي في مذكرة، أن معدلات الفائدة على الأموال الفيدرالية وعوائد سندات الخزانة الأميركية قد تتجه إلى 4% و5% في الأشهر الأربعة إلى الخمسة المقبلة، حيث إنه من غير المرجح تباطؤ نمو أسعار المستهلكين دون هذه المستويات في أي وقت قريب.

وأوضح مايكل هارتنيت كبير محللي الاستثمار في «بنك أوف أميركا سيكيوريتيز»: «صدمة التضخم لم تنته بعد»، متوقعا وصول مؤشر «إس آند بي 500» لمستوى 3020 بحلول نهاية أكتوبر المقبل، ما يمثل تراجعاً بنحو 23% مقارنة بإغلاق الخميس.

وتعرض سوق الأسهم الأميركي لخسائر حادة هذا الأسبوع، مع ارتفاع قوي لعوائد سندات الخزانة، عقب بيانات أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 8.3% في أغسطس، ما جاء أعلى من التوقعات البالغة 8.1%، رغم أنها تراجعت مقارنة ببيانات يوليو البالغة 8.5%.

وأشار «بنك أوف أميركا» إلى أن حدوث صدمة ركود لأرباح الشركات الأميركية سوف يساهم أيضا في هبوط أسعار الأسهم، مستشهدا بقرار شركة «فيدكس» هذا الأسبوع بشأن سحب توقعاتها للأداء المالي بفعل تراجع أحجام الشحنات العالمية.

«توقعات دويتشه بنك»

يتوقع «دويتشه بنك» رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة إلى 5%، مع مساعي السيطرة على التضخم في الولايات المتحدة.

وقال البنك في مذكرة بحثية: «يتوقع اقتصاديو دويتشه بنك مزيدا من المخاطر الصعودية فيما يتعلق بمعدلات الفائدة الأميركية، نرى أن استمرار مفاجآت تقارير التضخم قد يدفع الفائدة أعلى 5%».

وكانت بيانات أظهرت أن التضخم السنوي في الولايات المتحدة سجل 8.3% في أغسطس، ما جاء أعلى من توقعات المحللين بتسجيل 8.1%، ما أثار توقعات متزايدة بشأن رفع الفائدة الأميركية بقوة.

وأوضح «دويتشه بنك»: «مع توقعات استمرار التضخم الأساسي أعلى 4.5% هذا العام وخلال بداية العام المقبل، فإن معدل الفائدة المحايد سيتطلب تجاوز هذا المستوى».