بينما يحضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية، غداً، أكثر من 70 زعيماً من جميع أنحاء العالم، وضعت بريطانيا خطة تشكل «أكبر تحدٍّ أمني لمدينة لندن» منذ الحرب العالمية الثانية، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

وقال مصدر بوزارة الخارجية البريطانية، إن الجنازة سيحضرها نحو 500 ضيف من 200 دولة ومنطقة تقريباً، بينهم ما يقرب من 100 رئيس دولة ورئيس حكومة وأكثر من 20 من أفراد عائلات مالكة، ومن المتوقع أن يصطف ما يصل إلى مليوني شخص في الشوارع.

Ad

وفي حين تخطط العائلة المالكة للسير خلف نعش الملكة، تحاول الشرطة تحقيق توازن بين السلامة والأمن والمراسم لإنجاح الحدث.

ويقوم مسؤولون من وكالات الاستخبارات البريطانية (MI5 وMI6)، بمراجعة التهديدات، إلى جانب دعم الفريق الأمني ​​الهائل الذي يعمل في الجنازة. وسيتمركز قناصة على أسطح المنازل، وستطير طائرات مسيرة في سماء المنطقة، وسيشارك 10 آلاف من ضباط الشرطة بالزي الرسمي، مع الآلاف من الضباط بملابس مدنية وسط الحشد.

وفي وقت تمتلئ الفنادق بالزوار ومئات الجنود الشباب الذين ينامون على أرضيات المكاتب ويستحمون في أكشاك محمولة أقيمت في موقف للسيارات بالقرب من قصر باكنغهام، حثت الحكومة البريطانية المواطنين، أمس، على عدم السفر للانضمام إلى طابور المنتظرين لإلقاء نظرة الوداع على نعش الملكة.

ومر عشرات الآلاف من الأشخاص بالفعل أمام النعش في تدفق ثابت ومهيب وقد اصطفوا في طوابير لساعات، وبعضهم خلال الليل، لإبداء احترامهم لأطول ملوك بريطانيا جلوساً على العرش.

وبعد إجراء مماثل للملك تشارلز، وقف وريث العرش وليام وشقيقه هاري، اللذان توترت علاقتهما في السنوات الأخيرة، في حراسة النعش بالزي العسكري أمس.

وسيكون الرئيس الأميركي جو بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن من بين نحو 500 من كبار الشخصيات الأجنبية، الذين سيصلون إلى لندن للمشاركة في جنازة الملكة.

ويخطط الإمبراطور الياباني ناروهيتو والإمبراطورة ماساكو للوجود هناك، إلى جانب نحو عشرين من الملوك والملكات والأمراء والأميرات من دول تشمل إسبانيا وهولندا وبلجيكا والنرويج والدنمارك والسويد، إضافة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

وسيتم نقل أغلبية القادة الحاضرين في حافلات إلى الجنازة في «وستمنستر أبي» وإلى حفل استقبال في قصر باكنغهام ليل الأحد ـ الاثنين.

وقال العديد من المسؤولين إنه كان من الأسهل توفير الأمن لعدد قليل من الحافلات مقارنة بعشرات السيارات. لكن هذا ليس ما اعتاده القادة. ويعد بايدن من بين القادة القلائل الذين حصلوا على إعفاء خاص من القواعد، إذ سيركب وزوجته سيارة الليموزين الرئاسية الأميركية المدرعة والمعروفة باسم «الوحش».

وبعض الأشخاص البارزين الذين لم تتم دعوتهم هم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا بسبب عدوانهما المستمر في أوكرانيا. ولم تتم دعوة قادة بعض الدول، ومنهم زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ودانييل أورتيغا من نيكاراغوا.

وسيحضر نائب الرئيس الصيني وانغ كيشان مراسم الدفن بعد أن مُنعت بعثة رسمية صينية من رؤية نعش الملكة الراحلة.

وتستعد رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس لإجراء أول لقاءات مع زعماء العالم، وعقدت أمس اجتماعين غير رسميين مع نظيريها من نيوزيلندا وأستراليا، وأجرت مكالمة هاتفية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.