وصف سفير أرمينيا لدى البلاد سارمين باغداساريان الكويت بأنها دولة صديقة لبلاده، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية «تقوم على الثقة والاحترام المتبادلين»، إذ يعملان «على تعزيز الشراكة الاقتصادية ويسعيان لتطوير نطاق الشراكة».وفي حوار خص به «الجريدة.» لمناسبة العيد الوطني «الاستقلال» الـ31 لأرمينيا، قال باغداساريان، إن «أكثر ما يلفت نظري في الكويت هو شعبها، فالكويتيون هم الأكثر كرماً»، مشدداً على أنه لا يشعر بالغربة في الكويت، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى أن «أرمينيا تعتبر وجهة ترضي جميع السائحين الكويتيين». وفيما يلي نص الحوار:
• كيف تصفون العلاقات بين أرمينيا والكويت؟
- تقوم العلاقات الأرمنية ـ الكويتية على الثقة والاحترام المتبادلين، وتُعتبر الكويت دولة صديقة بالنسبة لأرمينيا.وبعد استقلالنا، تطورت علاقات الصداقة بين البلدين في كل المجالات سواء الاقتصادية والتجارية والتعليمية وغيرها، إذ بذلت الدولتان الجهد في تعزيز وتوطيد العلاقات لمصلحة شعبيهما الصديقين. أما الجالية الأرمنية في الكويت، فيمكننا الإشارة بفخر إلى أنها تحتل مكانة عالية وتقوم بدور بارز في حياة دولة الكويت، إذ تحظى بثقة واحترام القيادة الكويتية التي عبرت عن ذلك أكثر من مرة.• حدثنا عن حجم التجارة والعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
- عاماً بعد آخر، تعمل أرمينيا والكويت على تعزيز الشراكة الاقتصادية، فهناك التزام قوي من كلا الجانبين حيال ذلك.وحالياً هناك اهتمام على وجه الخصوص بتصدير المنتجات الغذائية إلى الكويت، لكننا نقوم بعمل دؤوب لتطوير نطاق الشراكة باستهداف قطاع تكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية والتعليم والاستثمار في الطاقة الكهربائية ومعدات الطاقة المتجددة، وأعتقد أن المنتجات ذات القيمة المضافة العالية تتمتع بأعلى الإمكانات والأولوية لتنمية التجارة الثنائية.• هل يستقطب مناخ الأعمال العام المستثمرين الكويتيين؟
- تشتهر أرمينيا ببيئتها التجارية الآمنة والمستقرة وهي على مسار النمو، إذ تحتل المرتبة 11 في العالم بمؤشر الحرية الاقتصادية الذي نشره «معهد فريزر» في أوائل هذا الشهر.كما أكد تقرير «مؤسسة فيتش للتصنيفات الائتمانية» تصنيف أرمينيا «+B» مع نظرة مستقبلية مستقرة، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قام العديد من رجال الأعمال الكويتيين بزيارة أرمينيا للتعرف على ظروف العمل المواتية.وتتلقى سفارتنا فعلاً استفسارات متعددة من الأفراد أو الشركات المهتمة بالاستثمار في العقارات والفنادق والزراعة ومجالات الطاقة المتجددة، إذ تمتلك أرمينيا إمكانات كبيرة للاستثمار في جميع هذه المجالات لأوساط الأعمال الكويتية، التي يمكن استكشافها بشكل أكبر.هذا وأود أن أغتنم هذه الفرصة وأدعو جميع رجال الأعمال الكويتيين المعنيين إلى اعتبار أرمينيا وجهتهم التالية لممارسة الأعمال التجارية.فثمة الكثير من الفرص في مجالات صناعة التكنولوجيا الفائقة وتقنيات المعلومات وتصنيع الأدوية والزراعة والبنية التحتية والسياحة.• لماذا تعتبر أرمينيا وجهة جذابة للسياحة؟
- في أرمينيا هناك العديد من الأماكن التي تهم السياح بغض النظر عن فصول السنة، إذ تعتبر دولة صغيرة لكنها في الوقت ذاته ساحرة، ولها تراث ثقافي وتاريخي غني ومناظر جبلية خلابة، وتجذب السياحة البيئية وسياحة الأغذية بشكل خاص مئات الآلاف من السياح إلى أرمينيا كل عام.وبما أن الكويتيين يحبون السفر، وقد اختاروا في الأوقات الأخيرة وجهات غير تقليدية غنية بالمغامرات والتحديات، فإن أرمينيا تعتبر من هذا المنطلق وجهة ترضي جميع السائحين الكويتيين. ويمكن للسياح الكويتيين الاستمتاع بالسياحة الترفيهية في فعاليات ثقافية وسينمائية ذات طابع عالمي وحفلات موسيقية لأشهر المغنين في العالم وموسيقى الجاز. تلقيباً بـ«وادي السيليكون في جنوب القوقاز»، تجذب أرمينيا كبار ممثلي قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لحضور مؤتمرات واجتماعات التي تقدم أحدث الموضوعات والمتحدثين. وقد انعقد المؤتمر العالمي لتكنولوجيا المعلومات «WCIT» في العاصمة يريفان عام 2019، وشهدت عاصمتنا خلال هذا الشهر، مهرجان Starmus VI المذهل بعنوان «50 عاماً على المريخ».• ما التسهيلات المقدمة للكويتيين الراغبين بزيارة أرمينيا؟
- في مايو الماضي، أعفت حكومة أرمينيا المواطنين الكويتيين من متطلبات التأشيرة، وبات بإمكانهم الآن دخول أرمينيا من دون تأشيرة والبقاء هناك لمدة 180 يوماً في السنة. ونأمل بأن يتبع عملية الإعفاء من التأشيرة، إطلاق رحلة مباشرة بين أرمينيا والكويت في الربيع المقبل، إذ ستستغرق الرحلة أقل من ساعتين، كما نأمل أن يتم الرد بالمثل على هذه الخطوة بمنح المواطنين الأرمن نظام إصدار التأشيرات الإلكتروني أو تسهيلات أخرى لدخول الكويت. ورغبة في تقديم فرص السياحة وتشجيعها في أرمينيا، نظّمت السفارة رحلة لمجموعة من المؤثرين الكويتيين على وسائل التواصل الاجتماعي لزيارة أرمينيا في يونيو الماضي لمدة أسبوع كامل. وحققت تغطيتهم لأرمينيا نجاحاً كبيراً ولاقت ترحيباً واسعاً من المتابعين الكويتيين والخليجيين.• ما أكثر شيء يلفت نظركم في الكويت؟
- لا شك أن أكثر ما يلفت نظري في الكويت هو شعبها. وقد لقيت ترحيباً في هذا البلد كما لم أره من قبل، إذ شعرت بشكل سريع بأنني في وطني وهذا أكبر دليل على احتضان الكويت والكويتيين للأجانب. والكويتيون هم الأكثر كرماً حيث يدعوننا لمنازلهم للقاء أفراد عائلاتهم. ولفتتني هذه الروابط الإنسانية والاحترام تجاه العائلة. ولا أشعر بالغربة في الكويت.• أخبرنا عن أرمينيا قليلاً وأهمية احتفالكم بالعيد الوطني؟
- أرمينيا حضارة ذات تاريخ عريق وثقافة غنية شهدها المؤرخون البارزون والرحالة القدامى في الكثير من مذكراتهم حيث ساهم الشعب الأرمني في تطوير الحضارة البشرية ككل. وعلى مدى قرون عدة، تعرضت أرمينيا لخسائر ومعاناة حتى استطاعت أن تنهض وتسير بعزم وحزم على طريق إقامة دولة ذات سيادة وديموقراطية. في 21 سبتمبر من كل عام يحتفل الشعب الأرمني بالعيد الوطني – يوم استقلال جمهورية أرمينيا من الاتحاد السوفياتي، حينها وُلدت جمهورية أرمينيا الثالثة في ظروف عصيبة ومضت حتى وصلت لما فيه الآن من الإنجازات والنجاحات إذ ما زالت تكافح من أجل استقلالها وسلامتها.