الأمم المتحدة لقادة العالم: انتظروا موجة سخط في الشتاء
أزمات أوكرانيا والمناخ والغذاء تهيمن على التجمع السنوي لزعماء 157 دولة
في غياب الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ وحضورنظيرهما الإيراني إبراهيم رئيسي لأول مرة، بدأ قادة العالم الغارق في الأزمات من الحرب في أوكرانيا إلى الكوارث المناخية وصولاً إلى انعدام الأمن الغذائي، لقاءاتهم السنوية، أمس، في الجمعية العامة للأمم المتحدة وسط انقسامات عميقة وترقب لموجة سخط عالمية.وعلى مدى أسبوع، يلقي نحو 157 رئيس دولة أو حكومة من كل أنحاء العالم خطابات أثناء هذا الاجتماع السنوي الذي يعقد للمرة الأولى حضورياً بعدما كان يجرى عبر الإنترنت في العامين الماضيين بسبب أزمة وباء «كورونا».وفي الخطاب الافتتاحي للدورة السابعة والسبعين، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش قادة العالم أجمع من مخاطر «سخط عالمي في الشتاء» من جراء الأزمات المتعددة التي تواجه البشرية، من الحرب في أوكرانيا إلى تداعيات الاحترار المناخي.
وقال غوتيرش، في افتتاح الفاعليات «أزمة القدرة الشرائية تتفاقم، الثقة تتلاشى، التفاوتات تتزايد وكوكبنا يحترق»، مندداً بـ «خلل هائل» يعيق التصدي للمشاكل وإيجاد حلول ناجعة لها.واعتبر الأمين العام أن «هذه الأزمات تهدد مستقبل البشرية ومصير الكوكب». وتابع: «دعونا لا نخدع أنفسنا. نحن في بحر هائج. يلوح في الأفق سخط عالمي في الشتاء».وعلى الرغم من هذه المخاطر، المجتمع الدولي «مشلول»، وفق غوتيرش، الذي لفت إلى مخاطر «انقسامات خطرة بين الغرب والجنوب»، مشيراً إلى أن «الانقسامات الجيوسياسية تقوّض عمل مجلس الأمن والقانون الدولي والثقة لا سيما تلك التي تضعها المجتمعات في المؤسسات الديموقراطية».وعشية الاجتماع أفاد غوتيرش: «نجتمع في لحظة خطر كبير بالنسبة للعالم»، متحدثاً عن «نزاعات وكوارث مناخية» إضافةً إلى «الريبة والانقسام» و«الفقر وانعدام المساواة والتمييز». وعلى غرار مناسبات نادرة جداً، أجّل الرئيس الأميركي جو بايدن حديثه التقليدي في اليوم الأول من الاجتماع بما أن بلاده هي الدولة المضيفة لمقر الأمم المتحدة إلى اليوم.وسيكون الغزو الروسي في صلب هذا الأسبوع الدبلوماسي الرفيع المستوى، مع مداخلة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الفيديو بعد حصوله على إذن خاص صوتت عليه الدول الأعضاء الأسبوع الماضي، وكذلك في صلب اجتماع لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية غداً، إلا أن دول الجنوب تعترض أكثر فأكثر على تركيز الدول الغربية انتباهها على أوكرانيا.وقالت رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي في اليوم التمهيدي الذي خصص للتعليم وأهداف النمو: «لا نريد التحدث فقط عن وضع حد للنزاع في أوكرانيا. نريد أن تنتهي النزاعات في تيغراي، نريد أن تنتهي النزاعات في سورية، نريد أن تنتهي النزاعات أينما كانت في العالم».وفي محاولة للاستجابة لمخاوف بعض الدول، نظم الأميركيون والأوروبيون، أمس، اجتماعاً رفيع المستوى حول انعدام الأمن الغذائي وهو أحد تداعيات هذه الحرب التي تعاني منها البشرية.وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بكلمته، على ضرورة الحؤول دون «الانشقاق» بين دول الشمال ودول الجنوب، وفق ما أعلن قصر الإليزيه الذي أوضح أن الرئيس سيقيم مأدبة عشاء حول هذه المسألة مع عدد من القادة الآخرين.وتضاف هذه التوترات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، إلى شعور امتعاض دول الجنوب من دول الشمال في مجال مكافحة التغير المناخي. فالدول النامية، التي تتحمل قدراً أقل من المسؤولية عن الاحتباس الحراري لكنها أولى ضحاياه، تكافح كي تفي الدول الغنية بوعودها بتقديم مساعدات مالية.وقبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (COP27) في مصر، سيكون مستغرباً ألا يخصص غوتيرش جزءاً كبيراً من كلمته لأزمة المناخ، هو الذي جعل من تخفيف انبعاثات غازات الدفيئة إحدى أولوياته.وتحدث أيضاً الرئيسان البرازيلي جايير بولسونارو والتركي رجب إردوغان ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والمستشار الألماني أولاف شولتس.وخلال مشاركة الرئيس الإيراني الأولى، وضعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الملف النووي مرة جديدة في صلب المناقشات. ومن المقرر أن يلتقي رئيسي ماكرون الذي حثه في الأشهر الأخيرة على قبول شروط الأوروبيين لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.