أكد مرشح الدائرة الخامسة النائب السابق مرزوق الحبيني أن المرحلة الماضية التي مرت بها الكويت من قضايا فساد مختلفة «جعلتنا نشك في وجودنا واستقرارنا»، مضيفا انه تمت محاربة الفاسدين وإقصاؤهم من المشهد السياسي «في ليلة ظلماء دبر فيها قانون حرمان المسيء»، ولذا على المجلس القادم في اولى جلساته ان يلغي هذا القانون، «بعد ان شهدنا ان من يحارَبون هم الاصلاحيون الذين عانوا من تهجيرهم وسحب جناسيهم».

وقال الحبيني، في بداية كلمة ألقاها بمقره الانتخابي: «شرفني اخي بدر الداهوم بالحضور، وهذا الإنسان أثبت في المدة القصيرة التي دخل فيها الى مجلس الأمة أنه نائب من الطراز الأول الذي أثبت وأتعب كل من قارعه ووقف في وجهه، ومع الأسف فهو ضحية لذلك القانون الذي أتى في ليلة ظلماء وهو حرمان المسيء، وضحية لسيطرة الفاسدين على المشهد السياسي في الكويت»، مكررا أن هذا القانون «دبر بليل وخطط لمحاربة الشرفاء».

Ad

وأضاف أن «الكويت مرت في السنوات العشر الماضية بمرحلة صعبة، فقد فيها الناس الثقة، وتعرضوا للقمع والإرهاب والإقصاء وسحب الجناسي والتهجير والسجون، فقط لأنهم حاربوا الفاسدين، فقدوا الثقة في كل شيء بالدولة، في الحكومة، في المجلس، فقدوا الثقة في القضاء، بل وصلت الأمور أن بنغالياً يرشي رجال الأمن وإيرانياً يرشي قضاة، وتخرج لنا كل سنة قضية في السنوات العشر الماضية».

الداهوم: الرقابة الشعبية أهم ما حدث في الفترة الماضية
قال النائب السابق د. بدر الداهوم، خلال افتتاح مقر الحبيني، إن «أردنا الإصلاح فعلينا اليوم أن نحاسب من أوصلناهم إلى مجلس الأمة، والذين أصبحوا اتباعا لتجار وشيوخ، فلا يكتفي الشعب الكويتي اليوم برحيل الرئيسين بل عليه محاسبة أتباعهم»، موضحا أن «الكرسي النيابي هو كرسي وطني وليس محسوبا على أحد، فالمرحلة السابقة هي خير للشعب الكويتي لأنها أسقطت الكثير من الأقنعة، وتبين للشعب الكويتي حقيقة الكثيرين». وأضاف الداهوم: «لا نكتفي اليوم بالإصلاح الحكومي بل علينا مراقبته، ونقول لرئيس الوزراء إن الإصلاح لا يقف عند نقطة معينة بل هو دعوة مستمرة، وليعرف الفاسدون اننا لن نقف عند حد معين، بل يجب محاسبة الفاسدين الذين نهبوا وأهدروا أموال الدولة»، مؤكدا أن «الرقابة الشعبية هي أهم ما حدث في الفترة الماضية، فمهما عمل النواب هناك حد لهم ولكن محاسبة ومراقبة الشعب ليس لها حد».

وتابع: تشكلت 11 حكومة في السنوات العشر الماضية، بمعدل حكومة في أقل من سنة لأنها لم تستطع ان تصمد لانها تحمي الفاسدين، كما ظهرت لنا الكثير من قضايا الفساد منها قضايا غسيل الأموال، والصندوق الماليزي، وصندوق الجيش، وقضية التأمينات وسحب الجناسي، وقضية الديزل، مما جعل البلد يعيش في ظلام والشعب يفقد أمله.

وقال الحبيني: «اليوم نحن متفاعلون في هذه المرحلة، ولكن هناك اموراً في السابق جعلت الأمر يصل الى حد ان وزير المالية يظهر من اجل تمرير قانون تعيس وهو قانون الدين العام ويبرر حاجة البلد اليه بأن الحكومة لن تستطيع دفع رواتب موظفيها دون ادنى مراعاة لتبعات مثل هذا التصريح على اقتصاد البلد، ومع الأسف لا المجلس ولا الحكومة حاسباه على ما فعله»، مستدركا بأن «الحكومة لم تستطع حماية الأموال العامة التي بلغت نحو 65 مليار دينار، وتأتي اليوم لتطلب ديناً عامّا، فكان من المفترض ان يحجر على تصرفاتها لا أن تعطى قرضاً لكي تصرف منه».

صفحة جديدة

وبين الحبيني ان خطاب القيادة السياسية انهى الكثير من الأمور، وهذا الخطاب الذي فتح صفحة جديدة للكويت وللأمل فيها، «ونقول للشيخ أحمد نواف الأحمد: الله يعينك إن تفاءلنا، لكن عليك الحذر ففي الحكومات السابقة انتشر الفساد، واليوم رأينا المصداقية في عملك، ولكن هذا لا يعني شيكاً على بياض، وعليك ان تعيد ثقة الناس بالدولة وأجهزتها، فالأوضاع متردية في جميع الخدمات والمرافق العامة».

وتابع: المحاكم اليوم وجدت نفسها في حيرة بشأن قانون «المسيء» ويجب ان يعدل في اولى جلسات المجلس القادم، فلا يجب ان يستمر قانون يقصي أشرف وخيرة ابناء الكويت، والكويتيون دائما يحرصون على بلدهم وأمانه، واليوم عليهم مسؤولية انتشال الكويت واختيار الصادقين وإيصالهم الى المجلس «ولن نجد مثل الكويت بلدا وليس لنا غيرها، لذا علينا اليوم محاربة أوائل الفاسدين من اعضاء مجلس الأمة الذين باعوا المواطنين، إذ يدخل النائب فقيرا الى مجلس الأمة (يدور اللحايس) ويضيع حقوق المواطنين، فالمرحلة القادمة مرحلة الشرفاء، مرحلة أمناء، اليوم الخطأ في خيارات الناخبين غير مقبول، واليوم الصالحون والشرفاء كثيرون من المرشحين باستطاعتكم انتخابهم فلا تضيعوا اصواتكم لمن لا يستحقها».

ودعا الناخبين إلى أن يكون تصويتهم من اجل الوطن، قائلا: «تعرفون قيمة الوطن اليوم بعد الغزو الغاشم، ووصلت الأمور في السنوات الماضية إلى أننا شكينا حتى في وجودنا واستقرارنا واستمراره، هذا ما لا نريد أن يتكرر، واليوم أنتم أصحاب القرار، ومن خلالكم يتغير الوضع العام في الكويت، وكافي ما حصل للبلد، فالجبان والمرتشي الذي يصل الى المقعد النيابي لن يعمل من أجل الوطن والمواطنين، واليوم نحن باختبار فهل نحن على قدر المسؤولية وحماية مصلحة الوطن ام لا؟ وهل نحن قادرون على ترجمة الخطاب الأميري الى واقع أم لا؟ وأن ننتشل الكويت من وضعها السيئ؟ هذه الأسئلة كلها تجيب عليها اختياراتكم بتصويتكم»، واستذكر بيت شعر للشاعر المرحوم ناصر العبودي، يقول فيه «ان كانكم ما تفرقون الرياجيل وش خانة الرجال يجهد بطيبه».

«الصوت الواحد» رصاصة في «بندق»
وصف الحبيني «الصوت الواحد» برصاصة وحيدة في «بندق»، قائلا: «ليس لدى الناخب إلا صوت واحد، وهو مثل رصاصة وحيدة في بندق الشخص يدافع عنه نفسه، وإن أخطأ في تصويبها رجع الخطر عليه، فلا تضع صوتك في من لا تثقون بهم، وأحسن الاختيار، وخير من استأجرت القوي الأمين، لذلك لا يكون الصوت من أجل صلة القرابة إنما يكون لمن تثق، فصوتوا للكويت ولأبنائكم وأحفادكم وليس لأبناء عمومتكم».

علي الصنيدح