العراق: مخاوف من تجدُّد الصدام المسلح بين القوى الشيعية
الصدر ينتظر تنازلات كبيرة والمالكي يُصعِّد في البرلمان وسط انقسام «الإطار»
أكد مصدر سياسي رفيع في بغداد أن مخاطر تجدد الصدامات المسلحة بين التيار الصدري وخصومه في الإطار التنسيقي، لا تزال قائمة، مضيفاً لـ «الجريدة» أن طهران بدأت تتحرك بقوة لمنع الاقتتال الشيعي، حتى لو تطلب ذلك تهدئة الصدر بـ «تنازلات كبيرة».ويقول أنصار الصدر إنهم لن يسمحوا بأن يعقد البرلمان أي جلسة، ولن يسمحوا لـ «الإطار» وهو مظلة تضم حلفاء طهران وقوى شيعية أخرى، بتشكيل حكومة جديدة، مما يعني استعدادهم مجدداً لضرب مقار الفصائل المحصنة داخل المنطقة الحكومية وقرب مبنى البرلمان.وعاشت بغداد، فجر أمس الثلاثاء، جواً متوتراً حين أغلقت القوات الأمنية معظم مداخل المدينة ومخارجها، وقطعت طرقات رئيسية، لكن السلطات أعلنت صباحاً أن ذلك كان ممارسة تدريبية لأوضاع الطوارئ.
وذكر المصدر ذاته أن حلفاء طهران بدأوا يتلقون ضغطاً إيرانياً شديداً للتهدئة مع مقتدى الصدر، مرجحاً أن تصدر المحكمة العليا، مطلع الأسبوع المقبل، حكماً حساساً يبطل عضوية ٧٣ نائباً، حلوا بدلاءَ لنواب الصدر المنسحبين، في يوليو الماضي. وإذا حصل ذلك فسيكون أول تنازل يقدمه «الإطار» لـ «التيار»، الذي انسحب من البرلمان الشهر الماضي.وتراشق مدونون بارزون، يعملون مع الأجنحة الإيرانية، وتبادلوا الاتهامات، في واقعة نادرة، طوال الأيام الماضية، الأمر الذي كشف انقساماً جديداً داخل الإطار التنسيقي، واتهم بعض قادة الفصائل، نوري المالكي بأنه يتشبث بالسلطة، ويستخدم سياسات خاطئة تهدد الشيعة بخسارة مكاسبهم السياسية. وكتب مدونون ووسائل إعلام إطارية، في الدفاع عن المالكي، واتهموا قادة فصائل وأطرافاً في حزب الله اللبناني، بالعمل ضد المالكي والتقرب من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي لمصالح متبادلة تجارية وغيرها.لكن المصدر السياسي أكد لـ «الجريدة» أن جناح المالكي يعيش عزلة حقيقية، وهو أبرز طرف يرفض التهدئة مع الصدر، ولا يتفهم الدعوة الإيرانية لتقديم بعض التنازلات من أجل منع الحرب بين الأطراف الشيعية.وأضاف أن المالكي، وهو رئيس وزراء أسبق، يؤمن بأنه إذا لم يستعد السلطة اليوم، بعد غياب ٨ أعوام، فإنه سينتهي سياسياً، وسيبقى معرضاً للمحاكمة، حيث رفع أنصار الصدر ضده دعاوى كثيرة بالفساد المالي والسياسي.رغم ذلك عقد مرشح المالكي لرئاسة الحكومة الجديدة، محمد شياع السوداني، أمس اجتماعاً مع نحو ٣٠ نائباً مستقلاً، لعرض برنامجه الحكومي وبحث العودة إلى البرلمان. وتداولت وسائل الإعلام صوراً توضح أن الاجتماع عقد في قاعة البرلمان الرئيسية التي احتلها الصدريون نحو شهر، في يوليو الماضي. والسوداني متهم بأنه خاضع لتحكم المالكي ونفوذه، ولذلك فإن تهدئة الصدر تتطلب من إيران التكيف مع بقاء الكاظمي، إلى جانب تعديلات وزارية هنا وهناك، لتهيئة الأجواء من أجل انتخابات جديدة، كما هو مطلب أطراف كثيرة.