دعا زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط، إلى ضرورة انتخاب «رئيس وفاقي»، مشيراً إلى أنه ركز، خلال لقائه السفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري، على ضرورة الاتفاق على مرشح رئاسي لـ «القوى السيادية»، وعلى برنامج واضح يستطيع لبنان من خلاله العبور من الأزمة.وقال جنبلاط لـ «الجريدة» إن التنسيق بين الدور السعودي والقوى السيادية سيكون مستمراً انطلاقاً من الحفاظ على عروبة لبنان، لذلك كان هناك تشديد على ضرورة التوافق على مرشح لرئاسة الجمهورية لا يكون مرشّح تحدّ لأي فريق من الفرقاء، مما يعني فتح الباب أمام البحث عن تسوية.
ينطوي موقف جنبلاط على أهميةٍ مفادها أن هناك قناعة لدى معظم القوى، ربما بعدم الذهاب إلى خوض الانتخابات بمرشّح تحدّ، خصوصاً أن أي طرف لن يكون قادراً على إيصال مرشحه، وهذا أيضاً ينطبق على «حزب الله»، الذي لن يكون قادراً على فرض أحد حلفائه للرئاسة مادام أنه سيكون مرشح تحدّ بالنسبة إلى الخصوم.ويشدد جنبلاط على ضرورة الحفاظ على الدستور واتفاق الطائف؛ للرد على كل الطروحات التي يتم الحديث عنها من جهات مختلفة في الداخل والخارج، حول الذهاب لعقد مؤتمر يبحث إعادة تركيب الصيغة اللبنانية أو إدخال تعديلات عليها، أو العودة إلى ما عُرف سابقاً بمؤتمر «سان كلو» الذي طرحت خلاله فكرة «المثالثة» بدلاً من المناصفة بين المسيحيين والمسلمين. والحفاظ على «الطائف» هو نقطة استراتيجية بالنسبة إلى السعودية، التي تتمسك به، وتعتبر أن تطبيقه هو الخيار الأمثل ليخرج لبنان من كل أزماته؛ لأن الأزمة ليست في النظام أو الدستور بل في عدم تطبيقه. وكان البخاري بدأ من دارة جنبلاط في «كليمنصو»، أمس الأول، جولة على القوى السيادية، حاملاً ثلاثة عناوين أساسية: الأول الاتفاق على إنجاز الانتخابات الرئاسية وفق برنامج واضح ومحدد ليتمكن لبنان من استعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي، والثاني الحفاظ على الدستور واتفاق الطائف ورفض الفراغ لعدم الذهاب إلى فرض وقائع جديدة تطيح بالميثاق وبصيغة النظام، والثالث، إقرار الإصلاحات في سياق عملية سياسية جديدة بمرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية ليستعيد لبنان تعافيه. وجاءت جولة البخاري، التي شملت أمس، زعيم حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ومن المتوقع أن تتواصل مع جهات متعددة كحزب الكتائب والنواب المستقلين والنواب السنّة إضافة إلى التنسيق مع البطريركية المارونية، ودار الفتوى، بعد أسابيع قليلة من لقاء فرنسي ـ سعودي في باريس، بحث إلى جانب استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للبنان، ضرورة إنجاز الاستحقاقات الدستورية، لاسيما انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقال جعجع بعد اللقاء أمس: «الخلاص الوحيد للبنان هو بعمقه العربي، وتمسك أهله به أكثر من أي وقت آخر من خلال الدستور»، مضيفاً: «لاحظت أن القيادة السعودية مستعدة وجاهزة لمساعدة لبنان، ولكن بوجود رئيس جمهورية وحكومة جديرين بالثقة»، واعتبر أن «لدينا مقومات للقيام بلبنان ولكن هذه المقومات بحاجة لمن يطبقها».ويُفترض أن يعقد لقاء سعودي ـ فرنسي ثانٍ في باريس للجنة المشتركة بين البلدين في الأسبوع الأول من أكتوبر، يتطرق إلى تفاصيل الاستحقاق الرئاسي ويتداول بالأسماء والبرامج، خصوصاً أن الموقف السعودي يشدد على ضرورة الالتزام ببرنامج واضح تجري على أساسه عملية الانتخاب. أما لبنانياً، فهناك ترقب لاجتماع دار الفتوى، السبت المقبل، الذي يضم النواب السنة، وما سيخرج عنه، بينما التركيز الأساسي سيكون على إنجاز الاستحقاقات واحترام الدستور والحفاظ على اتفاق الطائف.
أخبار الأولى
جنبلاط لـ الجريدة.: مطلوب رئيس وفاقي
21-09-2022