تواجه الأقليات الأفغانية الدينية التي هربت من وطنها الأم، على أمل إيجاد ملجأ آمن لها في الولايات المتحدة بعد استيلاء حركة «طالبان» على السلطة في أفغانستان، الكثير من الاضطرابات والشكوك منذ سنة، لكن البعض تلقوا أخباراً واعدة في الأسبوع الماضي، مع أنها لا تتماشى مع توقعاتهم.وفق مصدر حكومي أميركي مطّلع على الخطط المرتقبة ومصادر أخرى في المنظمات غير الربحية المعنية بالدفاع عن اللاجئين، تتجه كندا على ما يبدو إلى استقبال بعض الأقليات الدينية، لا سيما تلك التي تقبع منذ سنة في مراكز مؤقتة في الإمارات العربية المتحدة.
لم يتصور هؤلاء اللاجئون أن يتعاملوا مع هذا النوع من الإجراءات للوصول إلى الحرية التي يصبون إليها، لكنهم يتجهون إلى مغادرة الإمارات ويشعرون بالحماس لاكتشاف ملاذهم الآمن، ومع ذلك، تتعدد الأسئلة العالقة حتى الآن.لماذا قررت أوتاوا التدخل لمساعدة تلك الجماعات المضطهدة، مع أن الولايات المتحدة معروفة تاريخياً بالتزامها بتأمين ملجأ آمن لكل من يواجه الاضطهاد الديني في الخارج؟لم تؤكد وزارة الخارجية الأميركية قرار منع إعادة توطين المزيد من الأقليات الدينية في الولايات المتحدة إذا كانت تفتقر إلى علاقات عمل مع الحكومة الأميركية، لكن بدأ المدافعون عن حرية المعتقد يقرؤون ما وراء السطور، وهم يشعرون بالقلق من الرسائل التي تريد الولايات المتحدة توجيهها في هذا الملف.على صعيد آخر، ذكرت وزارة الخارجية أن برنامج قبول اللاجئين الأميركي يقبل طلبات اللاجئين الأكثر عرضة للخطر، لكنها أكدت على ضرورة أن يُحال مقدّمو هذه الطلبات إلى البرنامج أولاً عن طريق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أو إحدى السفارات الأميركية، أو منظمات خاصة وغير حكومية تتعاون مع الحكومة الأميركية عن قرب.لكن تذكر مصادر مطّلعة على السياسات الإماراتية المتّبعة في هذا الملف أن الإمارات لا تسمح لممثلي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بدخول البلد، مما يعني إغلاق قناة مهمة لإحالة ملفات اللاجئين. وفق مصدر مطّلع في الحكومة الأميركية، وافقت كندا على استضافة ألف أفغاني من أماكن إقامتهم المؤقتة، بالإضافة إلى متابعة الخطة القوية السابقة لإعادة توطين الأفغان، لكن لم يؤكد هذا المصدر انتماء الألف أفغاني القادمين إلى كندا إلى أقليات دينية معيّنة، لا سيما المسيحيين وبعض المسلمين الشيعة من جماعة الهزارة، كذلك لم تُحدد وزارة الخارجية الأميركية جدولاً زمنياً دقيقاً لبدء عمليات الترحيل إلى كندا.لكن منظمة الأمم المتحدة الدولية للهجرة أجرت مقابلات مع بعض اللاجئين الأسبوع الماضي، وسبق أن قامت منظمات أخرى بالفحوصات الطبية المطلوبة.لم تُحدد وكالة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية خططها لإعادة توطين هؤلاء اللاجئين حفاظاً على سلامة الأفغان وأمنهم، وفي الوقت نفسه، أشاد متحدث باسم الوكالة بخطط كندا لإعادة توطين 40 ألف أفغاني مُعرّض للخطر على الأقل بحلول عام 2024، علماً أن أكثر من 18 ألف لاجئ منهم سبق أن انتقلوا إلى هناك.تقول المتحدثة باسم الوكالة، ميشيل كاربرت: «لقد عقدنا شراكات جديدة مع عدد من دول المنطقة، وما زلنا نتكل على الشراكات السابقة لمعالجة القيود الأمنية التي تحدّ من حركة الأفغان، وتسمح هذه الخطوة للحكومة الكندية بإتمام إجراءات الهجرة وجلب الأفغان إلى كندا، وتتعاون الحكومة الكندية مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لدعم المتبقين هناك وابتكار الطرق التي تسمح بفتح ممرات الهجرة والمسارات الإنسانية نحو كندا».لكن برأي المدافعين عن الحرية الدينية، تتحمّل الولايات المتحدة أيضاً مسؤولية مباشرة لمساعدة الأقليات الدينية التي أصبحت معرّضة للخطر بسبب القرار الأميركي بالانسحاب الكامل من أفغانستان، وستكون استضافة هؤلاء الأفغان في الولايات المتحدة دليلاً واعداً على التزام البلد بحرية المعتقد محلياً وخارجياً.* سوزان كرابتري
مقالات
كندا تتجه إلى إعادة توطين بعض الأقليات الدينية الأفغانية
22-09-2022