إيران: المحافظات تلتحق بالاحتجاجات... وحرق مراكز أمن

«الحرس الثوري» يتشدد وواشنطن تفرض عقوبات على «شرطة الآداب»

نشر في 23-09-2022
آخر تحديث 23-09-2022 | 00:00
محتجون يقطعون أحد الشوارع الرئيسية في طهران أمس الأول (أ ف ب)
محتجون يقطعون أحد الشوارع الرئيسية في طهران أمس الأول (أ ف ب)
شاركت معظم المحافظات الإيرانية في الاحتجاجات التي تشهدها إيران، على خلفية مقتل شابة خلال احتجازها من قبل شرطة الآداب، وأفيد بمقتل 25 شخصا على الأقل، بينما قام متظاهرون بحرق مراكز للأمن.
كشفت السلطات الإيرانية، أمس، عن حصيلة صادمة لعدد القتلى الذين سقطوا منذ اندلاع الاحتجاجات الغاضبة، قبل 6 أيام، ضد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، بعد احتجازها من قبل شرطة الآداب بسبب زيها المخالف لقواعد الحجاب الإلزامي، فيما تحولت الاحتجاجات إلى ما يشبه الانتفاضة، بعد أن عمت كل المحافظات الإيرانية باستثناء أربع، وأفاد التلفزيون الرسمي بمقتل 17 شخصاً في حين اشارت تقارير حقوقية الى متقل 25 شخصاً، بينهم متظاهرون وشرطيون.وتحدثت وكالات الأنباء الرسمية عن مقتل ثلاثة شرطيين طعنا بالسكين أو رميا بالرصاص، أمس الأول، في كل من تبريز ومشهد وقزوين، بعد أن «جرى استدعاؤهم لمواجهة المشاغبين»، كما قُتل عنصر من قوات الأمن، خلال تظاهرات في شيراز، وقتل أحد أعضاء منظمة «الباسيج» شبه العسكرية الموالية للحكومة طعناً في مشهد.

حرق وانتفاضة

وأضرم محتجون في طهران وعدة مدن إيرانية النيران في مراكز ومركبات للشرطة أمس، مع اشتداد حدة التظاهرات التي أطلقتها وفاة أميني، واشتعلت النيران في مركز شرطة آخر بطهران، التي انتقلت إليها الاضطرابات، إضافة إلى ما لا يقل عن 90 مدينة وبلدة في أنحاء الجمهورية الإسلامية.

وأظهر مقطع مصور، نشره حساب «تصوير 1500»، الذي يركز على احتجاجات إيران، ووصل عدد متابعيه إلى نحو 100 ألف، قيام محتجين في شمال شرق البلاد بالهتاف «نموت نموت وتعود إيران»، بالقرب من مركز للشرطة تشتعل فيه النيران.

وتحدثت منصات معارضة عن إحراق سيارات إسعاف كانت تستخدمها قوات الأمن في تنقلاتها للتخفي وسط المتظاهرين، أو ترحيل المعتقلين لمراكز الاحتجاز، كما أحرق المتظاهرون الإيرانيون أكبر صورة للمرشد علي خامنئي، وسط ترديد هتافات وشعارات مناهضة للنظام في طهران.

وانتفضت عشرات المدن الكبيرة، مثل طهران وتبريز ومشهد وهمدان، إضافة إلى المدن الكردية، وخرج عشرات الآلاف إلى الشوارع هاتفين ضد النظام ومطالبين برحيله، وتواصلت المسيرات الاحتجاجية بعشرات الجامعات، وأعرب المحتجون عن غضبهم إزاء المرشد الأعلى علي خامنئي، وشوهد حشد يهتف في طهران ضد مجتبى نجل خامنئي، الذي يعتقد البعض أنه قد يخلف والده على رأس السلطة.

وتلعب النساء دورا بارزا في الاحتجاجات، إذ يقمن بالتلويح بأغطية رؤوسهن أو حرقها، وتقوم بعضهن بقص شعرهن في الأماكن العامة. وفي تحرك معارض آخر، أعلنت مجموعة هاكرز «أنونيموس» الإلكترونية أنها سيطرت على أكثر من 300 كاميرا مراقبة حكومية، واخترقت موقع رئاسة الجمهورية، وعطلت موقع المرشد علي خامنئي.

حجب وقمع

وفي ظل غياب مؤشرات على تراجع حدة الاحتجاجات، قامت السلطات بتقييد الوصول إلى الإنترنت وحجب الوصول إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي على غرار «إنستغرام»، واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المتظاهرين وقمع الاحتجاجات التي تشير تقديرات إلى أنها تجاوزت موجة عام 2019 ضد ارتفاع أسعار البنزين، والتي كانت الأكثر دموية في تاريخ إيران الحديث.

وينفي المسؤولون أن تكون قوات الأمن هي التي قتلت المحتجين، وتقول إنهم ربما قُتلوا برصاص مسلحين معارضين. في الوقت نفسه، أفادت وكالة مهر للأنباء بأنه ولأول مرة تم استخدام قوات الوحدة النسائية الخاصة لقمع المتظاهرين في الاحتجاجات الحالية. في موازاة ذلك، حذر «الحرس الثوري» من الاحتجاجات، داعيا السلطة القضائية إلى محاكمة «من ينشرون أخبارا كاذبة وشائعات».

وقال بيان للجهاز العسكري الموازي للقوات المسلحة: «عبرنا عن تعاطفنا مع أسرة وأقارب الفقيدة مهسا أميني، وطلبنا من السلطة القضائية تحديد من ينشرون أخبارا وشائعات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك في الشارع، والذين يعرضون السلامة النفسية للمجتمع للخطر، والتعامل معهم بكل حسم». وتداولت مواقع شبه حكومية تقارير عن تنظيم تظاهرات مؤيدة للسلطات اليوم، فيما اعتبرت صحيفة كيهان، التابعة للمرشد، في افتتاحيتها، أن «إرادة الشعب الإيراني هي: لا تتركوا المجرمين».

دولياً، أعلنت وزارة الخزانة فرض عقوبات على ستة اشخاص في شرطة الآداب الإيرانية بينهم رئيس الجهاز ووزير المخابرات وقائد القوات البرية بالحرس الثوري، متهمة شرطة الآداب بـ «الإساءة والعنف ضد النساء الإيرانيات»، بينما اعتبرت برلين ان قمع «النساء الشجاعات» في إيران هو «تعرض للإنسانية».

استعراض عسكري

وفي تحرك متزامن، أجرى «الحرس الثوري» استعراضا بحريا قرب الخليج ومضيق هرمز، في مدينة بندرعباس جنوب البلاد، بمشاركة 1444 زورقا وعوامة وقطعا بحرية.

وكشفت قوات الحرس، للمرة الأولى، عن صاروخي «رضوان» و«خيبر شكن» الباليستيين، وقال قائد الحرس اللواء حسين سلامي إن «صاروخ رضوان يصل مداه إلى 1400 كيلومتر، ومصنف كواحد من صواريخنا متوسطة المدى، ويدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة ثمانية أضعاف سرعة الصوت».

حوار السعودية

من جهة أخرى، خفض وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أمس، سقف مستوى الجولة السادسة من المفاوضات التي تتوسط بها بلاده بين إيران والسعودية لإنهاء التوتر وإعادة العلاقات بينهما.

وكشف حسين أن الجولة الخامسة من المحادثات التي كانت تتم على مستوى الخبراء والقيادات الأمنية انتهت، مبينا ان «هناك نقاشا على أن تكون الجلسة المقبلة بين الرياض وطهران على مستوى غير وزراء الخارجية»، مؤكدا تهيئة الظروف لجولة مقبلة.

وتشير تصريحات الوزير العراقي إلى احتمال تدني تمثيل البلدين في الجولة السادسة.

بغداد تخفض سقف الجولة السادسة من مفاوضات طهران والرياض
back to top