من صيد الخاطر: «ضِغثٌ على إِبَّالة»
«ضِغثٌ على إِبَّالة»، والإبَّالة هنا هي الحُزْمَة من الحَطَب، والضِّغْث هي قَبْضَةٌ من الحشيش الرطب، وهو مثل يضرب للرجل تتوالى عليه المصائب، فيصيبه مكروه وراء مكروه، ولهذا المثل قصة.فقد قال المثل رجل يقال له زياد بن حابس مات له ابنان في اليوم الذي قتل فيه أخوه مالك، فقال: «ضِغثٌ على إِبَّالة»، وقيل في ذلك: لي كُلَّ يَومٍ مِن ذُؤالَة
ضِغْثٌ يَزيدُ عَلى إبالةوقال المثل أيضا الحجاج بن يوسف الثقفي، فقد رأى في منامه وكأن عينيه فُقئتا، ولما أصبح مات ابنه محمد، وفي اليوم نفسه نعى ابن أخيه محمد، فقال: «ضِغثٌ على إِبَّالة»، فأنشد الشاعر الفرزدق في ذلك معزيا الحجاج:إِنَّ الرَزِيَّةَ لا رَزِيَّةَ مِثلُها لِلناسِ فِقدُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِمَلَكَينِ قَد خَلَتِ المَنابِرِ مِنهُما أَخَذَ المَنونُ عَلَيهِما بِالمِرصَدِ ملحوظة: منقول من التراث بتصرف.