مع اتخاذ روسيا قرار التعبئة الجزئية لاحتياط جيشها، والذي رأى خبراء أنه قد يطيل أمد الحرب في أوكرانيا، لكن من دون أن يغير نتيجتها، أبدى الغرب تمسّكه بدعم كييف، متجاهلاً أقوى تهديد للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باللجوء إلى السلاح النووي، ما يعني أن «صدام الإرادات» بين موسكو والغرب سيستمر، مع ما قد ينجم عن ذلك من أزمات ذات طبيعة عالمية مقبلة في الشتاء.وشدد الزعماء الغربيون، في تعليقهم على خطوات بوتين الأخيرة، على ضرورة التمسك باستراتيجية تقديم الدعم لكييف، وعدم الخضوع للابتزاز الروسي، على حد قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي وصفه لهذا الوضع، قال شيغين، رئيس التحرير السابق لصحيفة «غلوبال تايمز»، التي يشرف عليها الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، إن «الولايات المتحدة والغرب مصممان على هزيمة روسيا، أما بوتين فلا يرى خياراً أمامه غير النصر، وهو في صراع حياة أو موت».وفيما بدا أنه توضيح للتهديدات التي أطلقها بوتين حول إمكانية استخدام السلاح النووي، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري ميدفيديف، أمس، إن «أي أسلحة في ترسانة موسكو، بما في ذلك النووية الاستراتيجية، يمكن أن تُستخدم للدفاع عن الأراضي الأوكرانية التي تنضم لروسيا»، مؤكداً أنه لا عودة للوراء فيما يخص الاستفتاءات التي ستُجرى في مناطق تحتلها موسكو بأوكرانيا، وتشكل 15 في المئة من مساحة البلاد، وهذا يعني عملياً أن روسيا ستفرض تقسيم أوكرانيا، وإعادة رسم خريطتها بـ «النووي».أما فيما يخص التعبئة الجزئية، فقالت الخبيرة في الشأن الروسي بمركز «راند كوربوريشن للأبحاث»، دارا ماسيكوت: «سيجمعون أشخاصاً ويرسلونهم إلى الجبهة مع تدريب غير كاف، وإدارة لا تتمتع بالكفاءة، وأجهزة في حال أسوأ من مثيلاتها لدى القوات العاملة».
ويرى مايكل كوفمان من مركز أبحاث «سنتر فور اي نيو أميركان سيكوريتي» أنه لا يجب الاستخفاف بالخطر الذي يمثله وصول قوات روسية جديدة إلى خط المواجهة على إطالة أمد الصراع الدامي، معقباً: «يمكن لذلك أن يزيد قدرة روسيا على متابعة الحرب دون أن يغير في مسارها أو نهايتها».وقال الجنرال السابق، مارك هيرتلينغ، القائد السابق للقوات البرية للولايات المتحدة في أوروبا، إن «تعبئة 300 ألف من الاحتياط بعد الفشل مع قوات تقليدية منهكة، وميليشيات متنوعة، وتجنيد سجناء، واستخدام قوات شبه عسكرية مثل مجموعة فاغنر، سيكون أمراً صعباً جداً».