إسماعيل... ستبقى بيننا رغم رحيلك

أربع سنوات مضت على رحيل إمام الرواية الخليجية، والمتمكن منها عربياً، فإسماعيل فهد إسماعيل محب خاص وحاجة ثقافية فريدة. مازالت (الهلا) التي يستقبل بها زواره وكل من يطل على مكتبه، صداها لا ينطفئ، هديرها حاضر لا يغيب. يقول تشيخوف: «المبدع يموت نصف موت، لأن روحه الحية تظل من بعده في أعماله». نعم سيد الحرف وأمير الجملة، رحلت وهل لرحيلك/ غيابك أثر أبداً، غبت جسداً لكن روحك/ كتبك كلها تتحدث عن الغائب الحاضر.

أبناؤك الذين غرست فيهم روح الكتابة ومبدأ القراءة، لم يأل جهداً بمواصلة الطريق كما أنهم يدونون الإشارات والعلامات في مسعاهم بأنك رحلت ولكن إرثك موجود فينا. نعم أيها القلم الجريء رغم الغياب المؤسساتي لذكرك، عشاق قلمك والسائرون بركبك من بعدك أغنوا الساحة الأدبية بك وبعطر مسكك الروائي. واليوم وفي هذه الذكرى الرابعة استحصل أبناؤك ومحبوك على موافقة المكتبة المركزية ليكون لك موقع بين مكتبات الراحلين، فسوف تحل كتبك التي حملتها منذ بدء قراءتك وتأليفك، نعم فكنت تحسب لكل رواية تقرؤها ألف حساب، تصنفها وتبوبها وتضعها بين أرفف مكتبتك القديمة، وظل اسمك ورفيق دربك جعفر يمهر كل كتاب.

واليوم ها هي تلك المجاميع التي أقمت على تجليدها وأعطيتها شكلاً موحداً يليق بذوقك وأنت من سبر أغوار الكتابة لتكون مرجعاً ومهوىٰ لأفئدة محبيك وقرائك ضمن أجنحة رواد الثقافة الكويتية.

كما سأضع لك بعض ما تركت ليحمل عطرك وذكراك، نعم تذكارات استعملتها وكرمت بها، لتبقى تعيد فينا الروح وكأنك الجالس في هذا الجناح.

الملهم لمن بعده رحلت ولكن اسمك سيظل محفوراً بذاكرة الأجيال، وستبقى آراؤك ونبوآتك التي حملتها لأبنائك نبضاً يحثهم على مواصلة المسير رغم كل العوائق وتراجع المشهد الثقافي.

في ذكرى رحيلك الرابع وعلى عهدي معك سنتجه صوب مربع أقدامك سنذهب لجوار قريتك ونطرق باب صديقك الشاعر الكبير بدر شاكر السياب في جيكور بأبي الخصيب، كي نقيم حفلنا التأبيني هناك.

وبعدها نميل صوب دارك كي نمر ببرحيتك لنقطف منها رطباً جنياً، يحمل اسم إسماعيل وذكرى أيام السقي وسقيفة الخوص التي كانت مكتبتك ودار ندوتك وحضور مجايليك من المثقفين.

وسنطرق باب أم قاسم ونوصلها سلامك الذي خلدته بين صفحات السبيليات، وسنكون هناك لنقف بمحرابك وأمام شباك دارك الذي ما زال قائماً لنؤدي تحية التجديد ونجدد العهد لإسماعيل فهد إسماعيل.

نعم إسماعيل ستبقى بيننا رغم رحيلك.

محمد جواد