«الكفيل» بين روايتي أبوحديدة والعبدالمغني
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
أما رواية الزميل والمؤرخ د. عادل العبدالمغني فقد سجَّلت جانباً مضيئاً نسيه الناس كان معمولاً به في الكويت بعد الاستقلال عام 1961 بالشكل التالي: يأتي الزائر بصفته الشخصية مباشرة وتمنحه إدارة الهجرة إقامة ثلاثة شهور، وعلى الجهة التي يسكن عندها أن تبلغ الهجرة والجوازات سواء سكن في بيت أو فندق لتحديد ومعرفة مكان إقامته، ويترك له الحرية في البحث عن العمل الذي يناسبه، وفي حال وجد الوظيفة يقوم صاحب العمل بإبلاغ الهجرة والجوازات أن فلاناً يعمل لدينا ويذكر معلومات عن وظيفته وراتبه ومكان سكنه، وسواء كان في العمل نفسه أو مكان آخر، وكذلك يترك للوافد الجديد إذا ما رغب في تغيير وترك المؤسسة أو العمل الخاص الذي يعمل عنده، وله مطلق الحرية دون قيود بالطريقة السابقة نفسها، وإذا زادت المدة على ثلاثة شهور يعتبر عاطلاً عن العمل وعليه المغادرة فوراً، وإن لم يفعل تفرض عليه عقوبة شديدة وغرامات يتحملها الوافد نفسه إذا تجاوز المدة! يتذكر السيد العبدالمغني: اشتغل عندنا مواطن لبناني سائقا عام 1961 وكان يحمل إجازة قيادة عامة، وراتبه ٢٥ ديناراً، وبكل تأكيد تم توفير سكن له والمأكل في البيت، أما بالنسبة إلى الراتب فهو يعتبر جيداً قياساً بالأجور السائدة في ذلك الوقت!!بعد عام أخبر الوالد أنه يحتاج لزيادة راتبه لأن لديه أسرة كبيرة في لبنان، وبكل أريحية بحث له الوالد عن عمل آخر لدى جهه حكومية تدفع له أكثر من راتب سائق لدى الأسرة، فوجد له الوالد وظيفة سائق لدى سيارات الإطفاء وعندما نجح في الاختبار أصبح راتبه 60 ديناراً قابلة للزيادة!يقول الدكتور عادل عندما حضر إلى بيتنا بعد عامين بزي رجل الإطفاء بعد ذهابه لزيارة أهله في لبنان وبيده علبة خشب بيضاوية بداخلها حلويات عربية، وكان سعيداً للغاية، بعد أن تحسن وضعه الوظيفي والعلاوات والبدلات التي حصل عليها!هذه الطريقة القديمة التي كانت في الكويت متبعة حالياً في بريطانيا! ومتى ما تم ضبط ووقف تجار الإقامات نهائياً سينتهي موضوع الكفيل وتسير الأمور بدقة ونظام سليم!