وسط مخاوف من احتمال أن تزيد روسيا تصعيد الصراع وحتى استخدام الأسلحة النووية، كانت لافتة دعوة الصين والهند، وهما بلدان صديقان لروسيا من على منبر الأمم المتحدة، إلى حل سلمي للصراع في أوكرانيا من دون تقديم الدعم لموسكو التي بدت كأنها اكثر عزلة.
وطالب وزير الخارجية الصيني وانغ يي أوكرانيا وروسيا بعدم ترك النزاع بينهما «يتفاقم»، مؤكداً أن «الأولوية هي لتسهيل مفاوضات سلام». بدوره، حضّ وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار على «الحوار والدبلوماسية». وقال: «مع احتدام الصراع في أوكرانيا، غالباً ما يسألوننا عن الجانب الذي نقف فيه. وردُّنا، في كل مرة، يكون مباشراً وصادقاً. الهند تقف إلى جانب السلام وستظل دائماً على هذا الموقف».
لافروف
من ناحيته، كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، المواقف الروسية لاتي باتت معروفة في كلمته امام مجلس الامن من دون اي حماسة. وقال إن المناطق التي تجري فيها استفتاءات بأوكرانيا ستصبح تحت «الحماية الكاملة» لروسيا إذا ضمتها موسكو إليها.وبدأت روسيا يوم الجمعة الماضي استفتاءات في 4 مناطق بشرق أوكرانيا بهدف ضم الأراضي التي احتلتها بالقوة. وقالت كييف، إنه يتم إجبار السكان على التصويت ولا يُسمح لهم بمغادرة المناطق خلال التصويت الذي ينتهي اليوم، والذي وصفته الدول الغربية بأنه صوري يهدف إلى تبرير تصعيد الحرب المستمرة منذ 7 أشهر.وجاءت تصريحات لافروف، بعد أن وجه الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي، تحذيراً صريحاً الخميس الماضي، من أن أي أسلحة في ترسانة موسكو، بما في ذلك الأسلحة النووية الاستراتيجية، يمكن استخدامها للدفاع عن الأراضي التي تم ضمها في روسيا.في الاثناء، نظمت السلطات الموالية والمعينة من روسيا في دونيتسك ولوغانسك وزابورجيه وخيرسون اليوم الثالث من استفتاءات الانضمام إلى روسيا، واتهمت كييف بتصعيد القصف واستهداف لجان الاستفتاء. وأفاد معهد دراسات في القرم التي أعلنت روسيا ضمها في 2014، بأن 93% من المشاركين بالاستفتاء في مقاطعة زابوروجيه في اليوم الأول، صوتوا لمصلحة الانضمام إلى روسيا.غضب مكتوم
وفي وقت سجيل حرس الحدود الفنلندي لليوم الثالث زيادة في حركة المرور من روسيا بسبب قرار التعبئة الجزئية التي اعلنها الرئيس فلاديمير بوتين، القت السلطات الروسية مساء امس الاول القبض على مئات المحتجين المعترضين على الحرب. وأفادت منظمة «أو في دي-انفو» الحقوقية الروسية باعتقال 724 شخصاً أمس الأول في 32 مدينة ومنطقة. ويقول المراقبون إن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للكرملين هو الاضطرابات التي بدأت تتفجر بعيدا عن المدن الكبرى وفي مناطق تعتبر معاقل تقليدية للنظام. وتعرضت ثلاثة مكاتب تجنيد عسكرية إقليمية على الأقل للهجوم منذ أن أمر بوتين بالتعبئة.مسيّرات إيران
ميدانياً، وبعد يومين من هجوم روسي بطائرة مسيّرة مماثلة أدى إلى مقتل مدنيين اثنين، أكدت القيادة العملياتية للجيش الأوكراني في جنوب البلاد، أمس، أن مدينة أوديسا الساحلية «تعرضت ليلا لهجوم بطائرات مسيّرة انتحارية إيرانية الصنع». وكانت كييف خفضت تمثيلها الدبلوماسي مع ايران احتجاجا على التقارير التي أفادت بتسليمها آلاف المسيرات إلى الجيش الروسي. على صعيد آخر، كشف أيدن أسلين (28 عاما) وهو بريطاني أطلق سراحه في شرق أوكرانيا خلال عملية تبادل الأحد بوساطة سعودية أن خاطفيه عذبوه وطعنوه في ظهره وأجبروه على ترداد النشيد الوطني الروسي.وقال أسلين إنه احتُجز في الحبس الانفرادي في زنزانة صغيرة بها قمل وصراصير ويغيب عنها ضوء النهار حيث «عومل في شكل أسوأ من كلب». كما كانوا يأمرونه بأن يردد «المجد لروسيا» كلما فتحوا باب زنزانته. في الأثناء، اعتبر قائد القوات البرية في أوغندا ونجل الرئيس الأوغندي، الجنرال موهوزي كاينيروغابا، أنّ بوتين «لا يحتاج للحديث عن التهديد بالحرب النووية، اذ إن الهجوم على روسيا يعني هجوماً على إفريقيا».وفي 2 مارس 2022، امتنعت 17 دولة إفريقية بينها أوغندا عن التصويت على قرار يدين الغزو الروسي لأوكرانيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وزادت روسيا نفوذها في إفريقيا خصوصاً في إفريقيا الوسطى ومالي على حساب الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تشير تقارير غربية إلى أنها نشرت مستشارين عسكريين ومرتزقة من مجموعة «فاغنر» الأمنية وأصبحت حليفة السلطات هناك.