كثفت قوات مكافحة الشغب الإيرانية انتشارها في الساحات الرئيسية بطهران، أمس، لمواجهة الاحتجاجات المتواصلة ضد النظام، منذ 16 سبتمبر الجاري، في وقت حذرت قيادة الشرطة من أن وحداتها ستواجه «بكل قوتها» المتظاهرين الذين يحتجون منذ 12 يوماً على وفاة شابة إيرانية كردية كانت موقوفة لدى شرطة الآداب بسبب مخالفتها لقواعد الحجاب الإلزامي.وقالت قيادة الشرطة، في بيان أمس، إن «اليوم يسعى أعداء جمهورية إيران الإسلامية وبعض مثيري الشغب إلى العبث بالنظام العام وأمن الأمة باستخدام ذرائع مختلفة»، مضيفة أن «عناصر الشرطة سيواجهون بكل قوتهم مؤامرات مناهضي الثورة».
ورغم حملة القمع الشديدة التي تواجه بها السلطات الإيرانية الاحتجاجات التي امتدت إلى أكثر من 154 مدينة، تواصلت التظاهرات الليلية والاشتباكات بين المحتجين وقوات مكافحة الشغب في عشرات المدن أمس الأول. وأظهرت مقاطع مصورة خروج متظاهرين يطالبون بإسقاط المؤسسة الدينية أثناء اشتباكهم مع قوات الأمن في طهران وتبريز وكرج ويزد وقم والعديد من المدن الأخرى.ومع اتساع نطاق الاحتجاجات سعت القوات الأمنية إلى قمع أصوات المشاهير من الممثلين والمخرجين والفنانين والشعراء والرياضيين البارزين المناصرين للمتظاهرين الذين يحتجون ضد تقييد الحريات الشخصية.وتعتبر تحركات السلطات ضد المشاهير امتداداً لحملة القمع العنيفة في كثير من الأحيان ضد المتظاهرين والتي خلفت أكثر من 76 قتيلاً ومئات الجرحى، إضافة إلى اعتقال المئات.وتتهم السلطات هؤلاء المشاهير بإثارة الاضطرابات من خلال دعم قضية المتظاهرين وإدانة رد فعل الحكومة القاسي.وهددت وكالات مرتبطة بالحكومة المتشددة باتخاذ إجراءات جنائية ضد المشاهير إذا لم يتوقفوا عن دعم الاحتجاجات. وتشمل التهديدات الأخرى تعليق تراخيص عملهم ومصادرة أصولهم.وغداة توقيف فائزة رفسنجاني ابنة الرئيس الراحل هاشم رفسنجاني بتهمة التحريض على التظاهرات، أزالت النجمة السينمائية الإيرانية كتايون الرياحي حجابها، ونشرت صورة في حسابها على «إنستغرام» الذي يتابعه أكثر من 900 ألف شخص. وقامت العديد من النساء منذ ذلك الحين بخلع حجابهن في تحدٍّ أثناء السير أمام شرطة مكافحة الشغب. في غضون ذلك، ولليوم الخامس على التوالي، شنت قوات «الحرس الثوري» الإيراني هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة مفخخة على مناطق في كردستان العراق. ووصفت هجمات أمس بالأعنف منذ بدء الاعتداءات على تلك المنطقة، السبت الماضي، وتسببت في مقتل 9 بينهم 2 من حزب «الحرية الكردستاني الإيراني» و2 من حزب «الديموقراطي الكردستاني الإيراني» و5 مدنيين.وتركزت الضربات على منطقة كويه الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا شرق أربيل. وتسبب القصف الذي نفذ بنحو 20 صاروخا وعشر مسيرات في حالة هلع بصفوف سكان المناطق السكنية القريبة من مواقع الاستهداف. وضجت مواقع التواصل بصور ومقاطع فيديو ترصد عملية إخلاء مدرسة بمحافظة أربيل. وظهر في مقطع متداول، حالة هلع وخوف لدى الأطفال في المدرسة بعد القصف الإيراني.وأكد نائب القائد العام لشؤون العمليات في «الحرس الثوري»، عباس نيلفروشان، أن القوات البرية استهدفت مواقع مناهضة لإيران شمال العراق، مشيراً إلى أن المقرات التي تم استهدافها «كان لها الدور الأكبر في الاضطرابات التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية». وأشار إلى «إبلاغ السلطات في الإقليم عن خططنا، مع التأكيد على أن تعاملنا مع أي تهديدات وعمليات معادية للأمن في المناطق الحدودية للبلاد، بما في ذلك الخطط التي يديرها الكيان الصهيوني». في المقابل، دانت وزارة الخارجيَّة العراقية بأشدِّ العبارات القصف، واصفة ما جرى بأنه «تطوّرٍ خطير يهددُ أمن العراق وسيادته». وأضافت أنَّ «الأعمال الاستفزازيَّة، أُحادية الجانب، تُعَقِّدُ المشهد الأمنيّ وتُلقي بظلالها على المنطقة ولن تساهم إلّا بالمزيد من التوتر». وأكدت أنها «سترتكن لكلِّ ما يكفل عدم تكرار ذلك وبأعلى المواقف الدبلوماسيَّة». ولاحقاً، استدعت الخارجية العراقية السفير الإيراني في بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة.وفي وقت تواصلت تظاهرات احتجاجية في عدة مدن حول العالم لإيرانيين للتضامن مع المحتجين داخل إيران، استدعت إسبانيا السفير الإيراني في مدريد لـ «الاحتجاج على قمع التظاهرات وللتعبير عن معارضتها لقمع التظاهرات وانتهاك حقوق النساء».
دوليات
شرطة إيران ترد على المحتجين بـ «كل قوتها» وتضيق على المشاهير
29-09-2022