بعد ماراثون انتخابي ومع إعلان نتائج ما قرره الشعب الكويتي في اختيار ممثليه في مجلس الأمة، فإن المسؤولية الآن انتقلت إلى النواب الذين يجب أن يبادروا لمحو آثار الماضي السيئة التي كانت من مخلفات المجالس السابقة، والتكاتف والتلاحم من أجل المرحلة المقبلة التي يفترض أن تبدأ من الآن عبر برنامج عمل حكومي متفق عليه وقابل للتنفيذ ويتعامل مع كل المطالب الشعبية، مع التزام حقيقي وفعلي بمدة إنجازه، ووضع خطة مشتركة بين السلطتين قائمة على مبدأ التعاون والتنسيق والاتفاق بعيداً عن التجاذبات لتفويت الفرصة على من يسعى لخلق الفوضى وإثارة قضايا جانبية لا فائدة منها.إن السلطتين مطالبتان برد التحية للشعب الكويتي الذي ينتظر مرحلة الإنجازات والبناء وتحقيق رؤية ثابتة وواضحة لإعادة درة الخليج إلى مكانتها الطبيعية، فهناك متسع من الوقت لهذا العمل الذي يحتاج قيادات الأجهزة الحكومية الذين يفترض أن يكون دورهم فاعلا في دعم التصورات الإصلاحية، وعلى السلطتين فتح ملفات الفساد بلا استثناء، فضلا عن قضايا التعليم الذي يحتاج إلى إعادة نظر وتطوير ونفضة، والخدمات الصحية التي تتطلب كفاءات وطنية، والالتفات إلى شوارعنا المتهالكة بعد أن أصبحت مصدر نزيف للدماء بسبب الحوادث وغيرها.
على من يجتمعون تحت قبة عبدالله السالم أن يعوا جيداً أن الشعب مل من مسلسل التخاذل والتهاون والصدامات والأفلام التي يجيد تمثيلها البعض، خصوصا من يعملون وفق مبدأ الضحك على الذقون والوعود والأوهام والأحلام وتزيين الصورة وجعلها جميلة رغم قباحتها، وعلى الشعب أن يكون حازماً في متابعة النواب وعدم الاستهانة مع المتلاعبين والمتخاذلين ومحاسبتهم أولا بأول حتى لا يخرجوا عن المسار. والأيام القادمة كفيلة بكشف كل نائب يمثل الشعب أو يمثل عليه، فيجب أن تكون هناك محاسبة آنية، لأن الشعب شريك رئيسي في بيت الأمة، ويحق له محاسبة كل نائب دون أي مجاملة، والأهم أيضا أن يعاد النظر في الخطابات التافهة التي حملتها بعض المقار الانتخابية وإيجاد آلية ملزمة لكل من سيخوض الانتخابات مستقبلا بأن يكون هناك طرح فكري واع يتضمن برامج انتخابية هدفها مصلحة الشعب الكويتي بعيدا عن تشويه المشهد الديموقراطي، خصوصا أن هناك من حاول تفكيك الوحدة الوطنية، ولا بد من وضع تشريعات ذات نهج واضح يحاكي العقول قبل استعطاف القلوب وإثارة النعرات وتجييش الناس وكأننا في حرب دائرة. آخر السطر: على الشعب أن يضع لاءاته في وجه المتخاذلين من أعضاء السلطتين.
اضافات
شوشرة: نهاية البداية
30-09-2022