35 لوحة تنقذ ذكريات المصريين من الاندثار!
نجح الفنان التشكيلي المصري حسني أبوبكر في توثيق عدد كبير من المواقف والمشاهدات التي تجسِّد باقة من الذكريات عن ملامح الحياة في بلاده، وما يتعلق منها بتفاصيل وعادات شارفت على الاندثار، من خلال معرضه الذي افتُتح أخيراً في «غاليري ديمي» بضاحية الزمالك في القاهرة، بعنوان «أكشن».
35 لوحة
ويضم المعرض، الذي يستمر حتى 10 أكتوبر المقبل، 35 لوحة مختلفة المقاسات، يروي فيها الفنان حكايات بريشته أشبه بقصص درامية عن موقف أو علاقة إنسانية مرت بحياته أو شاهدها وشاهد أبطالها واختزنها في ذاكرته، إذ يقدِّم محاولة فنية جادة لإنقاذ ذكريات المصريين من الاندثار، عبر توثيقها بالريشة والألوان وإعادة الحياة إليها، لذا يعكس عنوان المعرض (أكشن) معنى الحركة والديمومة التي أراد الفنان أن يعيد منحها لتلك الذكريات التي أوشكت أن تبيدها الحياة العصرية وتطمس ملامحها.يقول أبوبكر: «مصر مليئة وثرية بالحياة، لكن للأسف مع هجمة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي الشرسة التي تعصف بروحها وطابعها المتفرد كان لزاماً عليَّ كفنان أن أوثق كثيراً من أشكال الحياة في مصر، خوفاً عليها من الاندثار، حتى تبقى لنا وللأجيال القادمة، وتمثل ذكريات جميلة وأرشيفاً بصرياً يرشدهم لهويتهم الأصيلة وسط أمواج التغيير المتلاحقة».ويوضح: «حاولت أن أخرج هذه الهوية بشكل درامي، متأثراً بكوني ممثلاً أيضاً، فتجد في لوحاتي قصة وسيناريو، وتشعر بوجود حوار بين عناصر العمل، محاولاً تقمص دور المخرج في تنسيق كل العناصر، ليخرج في النهاية بعمل فني متكامل، وببساطة غير مفتعلة يتلقفها المشاهد المتخصص والمتلقي البسيط، كطبيعتي الشخصية التي تميل للبساطة والتأمل».
دائرة النوستالجيا
لوحات المعرض التي تغوص في دائرة النوستالجيا، تتنوَّع بين حياة المدينة الشعبية، وحياة الريف، ومظاهر تلك الحياة من احتفالات شخصية كالأفراح، أو دينية كالموالد، أو شعبية كالأسواق، كما تتطرق إلى مظاهر وعادات الأكل والشرب، وممارسات الحياة اليومية، والأعمال المختلفة التي لها طابعها الخاص في مصر. وأبرز اللوحات تتناول منطقة الأهرامات ومتعة السائحين الأجانب في ركوب النوق والتقاط صور تذكارية في أحضان آخر عجائب الدنيا السبع، وصورة لشكل الحياة القديمة في مقهى الفيشاوي الشهير بضاحية الحسين، وثالثة لبائع مشروب العرقسوس بزيه التقليدي.يُشار إلى أن حسني أبوبكر، فنان تشكيلي وممثل، عضو نقابة الفنانين التشكيليين، شارك في العديد من المعارض الفنية الجماعية والفردية.