رياض في الرياض
بدعوة كريمة من وزارة الثقافة السعودية، تشرفت بزيارة معرض الرياض الدولي للكتاب ضيفاً ومشاركاً في إحدى الندوات، وعلى الرغم من معرفتي السابقة بهذه العاصمة بحكم عشرات الزيارات منذ عام 2009، مع سمتها/ سمعتها التاريخية بالتشدد، فإنني رأيت في هذه الزيارة ما يفوق التوقعات بكثير، وهو ما دعاني لكتابة هذه السطور قبل عودتي للكويت.في البدء فوجئت بمساحة المعرض الشاسعة والتي بلغت 70.000 متر مربع بتصميم متقن وعملي احتوى أكثر من 900 دار نشر، وكانت الدهشة بهامش الحرية شديد الارتفاع في المعرض والذي يعرض الشيء ونقيضه في نفس الوقت تاركاً الحرية للناس في قراءة ما يشاؤون بلا وصاية، والدهشة الأكبر كانت باكتظاظ المعرض بالقرّاء بمختلف أعمارهم مع استشعاري لنهم كل منهم لقراءة ما يلائمه من كتب علمٍ وأدب وتاريخ وأساطير وغيرها.الأجمل فيما شاهدت أن الساحة لم تعد لتاجر وحيد يقوم بتسويق بضاعته الفكرية عبر إتلاف بضاعة الآخرين، وبتفرس أوجه الزوار تجد سعادتهم وهم يعبئون أكياسهم وسلالهم بالمعرفة، ولا داعي لذكر الفوائد الاقتصادية التي تجنيها الدولة من فرص عمل متنوعة وحقيقية للشباب والشابات، وعوائد تجنيها مع تنظيمها عملية البيع الإلكتروني لتكون الأرقام شفافة بشكل يومي مع احتساب رسم بنسبة ما لخزينة الدولة.
هذا مختصر شديد لانطباعي عما شاهدت، وهو نتاج إسداء الأمور لأهلها، فقد تم تأسيس هيئة الأدب والنشر والترجمة في فبراير 2020 مع تكليف الروائي المبدع محمد حسن علوان بترؤسها، وبغمضة عين كان ما كان... نتمنى للمملكة الاستمرار في توسعة رقعة رياضها الخضراء ليزيد الأكسجين، آملين أن تأتينا الرياح ببعض منه!