إيران: إضراب في 120 جامعة... والنظام يتراجع خطوة
• مجتبى خامنئي يهدد مراجع قم ومشهد: لا تسامح مع أي موقف لا يدين «المؤامرة»
• مير حسين موسوي يدعو قوات الأمن إلى الانضمام للشعب ويصف مقتل أميني بـ «نقطة تحول»
• ارتفاع قتلى زهدان إلى 55 بينهم 3 قادة باستخبارات «الحرس»
فتحت الجامعات الإيرانية أبوابها أمس بعد عطلة نهاية الأسبوع بعصيان طلابي وغليان في مجمل الجامعات، إذ رفض الطلبة حضور الصفوف، وتجمعوا في الباحات مرددين هتافات ضد القوانين القمعية، في حين تضامنت نحو 150 مدينة في العالم مع محتجي إيران.وفي بعض المناطق خرج الطلبة من باحات الجامعات إلى الشوارع، مثل بعض جامعات مدينة طهران وشيراز وأصفهان وتبريز، في حين حاولت الشرطة والأجهزة الأمنية عدم التصادم معهم، وعدم اعتقال الفتيات اللاتي خلعن حجابهن، وأفاد مصدر بأن 120 جامعة إيرانية شاركت في الإضراب أمس. وفيما بدا أنه خطوة إلى الوراء من النظام، بعد أن فشل القمع في وقف الاحتجاجات وسط ما يصفه البعض بأنه انقسام داخل صفوف النظام حول استخدام القوة، قال مصدر
لـ «الجريدة»، إن التعليمات الجديدة وصلت إلى القوى الأمنية من المجلس الأعلى للأمن القومي بتوقيع من الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي الذي تعهّد قبل أيام بالتعامل بحزم مع المحتجين. وجاءت هذه التحركات، غداة مواجهات دموية في مدينة زاهدان تسببت فيها أنباء عن قيام قائد شرطة تشابهار باغتصاب فتاة بلوشية تبلغ 15 عاماً، وأفاد مصدر في الهلال الأحمر الإيراني بأنه قتل ما لا يقل عن 55 شخصاً بالمدينة، في حين اعترفت الأجهزة الحكومية بحصيلتين مختلفتين، إحداها 19، والثانية 34، وقُتل 3 ضباط كبار بينهم قائد جهاز استخبارات الحرس الثوري في محافظة سيستان بلوشستان الحدودية مع باكستان وأفغانستان، وقالت تقارير إن قناصة استهدفوا القادة الأمنيين بعد المشاركة في اجتماع أمني رفيع.وشهدت المحافظات الكردية الإيرانية اشتباكات بالأسلحة النارية، خصوصاً مدينتي سقز وسنندج، إلا أن الحكومة قطعت كل الاتصالات مع هذه المحافظات، وأعلن عدد منها يوم أمس عطلة بسبب الاضطرابات الأمنية.من جهة أخرى، أكد عدد من ممثلي كبار مراجع التقليد في مدينتي قم ومشهد بأنهم تلقوا رسائل أو اتصالات من مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي في مدينة قم، والذي يديره ابنه مجتبى خامنئي، تحذرهم من اتخاذ أي موقف فيه انتقاد للنظام، وتهددهم بعدم مجاملة أي كان في حال لم يكن هناك إدانة كاملة لـ «المؤامرة التي تواجهها البلاد وداعميها»، وجاء ذلك بعد اعتقالات في صفوف طلاب الحوزات بعد انتشار رسالة تسلب حق الولاية من خامنئي على أساس أنه لا يعتبر حاكماً صالحاً.وفي تطور مهم خرج رئيس الوزراء الإيراني الأسبق مير حسين موسوي، الموضوع حالياً تحت الإقامة الجبرية، عن صمته بالنسبة للأحداث التي تشهدها البلاد عبر رسالة وجهها للقوات الأمنية، وطالب فيها بسماع صوت الشعب والانضمام إليه لا إلى أصحاب السلطة، واصفاً مقتل الشابة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الآداب بأنه «نقطة تحول»، وذكّرهم بأنهم أقسموا اليمين لحماية الشعب، وعليهم عدم الانصياع للأوامر غير الشرعية بالاعتداء على الشعب.