خامنئي يتريث في زج الجيش بقمع الاحتجاجات
جامعات إيران تغلي... والمرشد يصف التظاهرات بالمدبرة
أكد مصدر رفيع في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، لـ «الجريدة»، أن الأخير رفض تأييد خطة أقرها المجلس الأعلى الثلاثي، الذي يضم رؤساء السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية، لكبح الاحتجاجات المتواصلة منذ منتصف سبتمبر الماضي، باستخدام قوات الجيش.وبحسب المصدر، فإن المجلس انعقد عصر السبت بمكتب الرئيس إبراهيم رئيسي وأوصى باتخاذ قرارات منها مطالبة القوات المسلحة بالتدخل لإعادة السيطرة على المدن التي تواجه احتجاجات عارمة في البلاد وفرض أحكام عسكرية وحظر تجول ليلي بها حتى تهدأ الأمور.وجاء تمهل خامنئي بإنزال القوات المسلحة والجيش، خصوصاً في المناطق الكردية الحدودية ومحافظة بلوشتسان وسيستان حيث أسفرت الاضطرابات عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، في وقت كشف المصدر أن المرشد وافق على منح القوات المسلحة والأمنية صلاحيات واسعة تخولها اقتحام أي مكان دون انتظار الحصول على إذن قضائي، إضافة إلى إمكانية استخدام الأسلحة وإطلاق النار في المناطق الفرعية دون الرجوع إلى القيادة المركزية في طهران.
وأمس، كسر خامنئي حاجز الصمت الذي التزمه تجاه الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد اعتقالها من جانب شرطة الآداب في طهران بسبب مخالفتها قواعد الحجاب الإلزامي، متهماً الولايات المتحدة وإسرائيل بـ «التخطيط» للاضطرابات. وقال خامنئي، خلال مشاركته في مراسم بأكاديمية عسكرية في طهران أمس: «أقول بوضوح إن أعمال الشغب تم التخطيط لها من جانب الولايات المتحدة والنظام الصهيوني الغاصب والمزيّف، ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهما». ووصف المرشد وفاة مهسا بـ «الحادث المرير»، لكنه أعرب عن دعمه القوي لقوات الأمن، قائلاً إنهم واجهوا إجحافاً خلال الاحتجاجات. في غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات في مناطق متفرقة بعدة مدن إيرانية رئيسية بينها العاصمة وأصفهان وشيراز وتبريز وكرج.واجتاحت الاحتجاجات عدة جامعات إيرانية شهيرة بينها «أصفهان الصناعية» و«علم وصنعت» و«طهران» و«العلوم والتحقيقات» و«شيراز» و«تبريز» و«مشهد» و«الخوارزم» و«الزهراء»، غداة اشتباك قوات الأمن مع طلاب «شريف» وهي واحدة من أبرز الجامعات في طهران.وليل الأحد ـ الاثنين، شهدت العاصمة الإيرانية أكبر عملية اعتقال للطلاب منذ أحداث 1999، حيث حاصرت الأجهزة الأمنية طلاب «شريف» وقامت باعتقال أكثر من 150 طالباً من محيط الجامعة والمدينة الطلابية.وواجه طلاب جامعات أخرى في طهران نفس المصير حيث تم اعتقال العشرات من جامعة «أمير كبير» وكلية الطب والصيدلة للجامعة الحرة.