هل تستحق جورجيا ميلوني ثقة واشنطن؟
![المجلس الأطلسي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1510245207916788500/1510245220000/1280x960.jpg)
نظراً إلى الروابط الثقافية والتجارية والأمنية بين واشنطن وروما، يجب أن يراقب البيت الأبيض مواقف شريكته الإيطالية عن كثب. على المستوى الاستراتيجي، تُعتبر إيطاليا شريكة أساسية في تأمين الجناح الجنوبي للناتو في محيط البحر الأبيض المتوسط، حيث تجازف تداعيات الصراعات في شمال إفريقيا بزعزعة استقرار الحلف، كذلك، تضطلع إيطاليا بدور محوري في ليبيا عبر دعم مفاوضات السلام في البلد، حيث نشرت روسيا مرتزقة من «مجموعة فاغنر» لتوسيع نفوذها في المنطقة، وفي الوقت نفسه، تشمل إيطاليا الأسطول السادس التابع للبحرية الأميركية في نابولي، حيث يتمركز أكثر من 33 ألف جندي أميركي.لكن تتعدد المؤشرات التي تثبت أن ميلوني قد لا تكون شريكة جديرة بالثقة، فقد كشفت مواقفها الحقيقية بعدما اعتبر قرار صادر عن البرلمان الأوروبي المجر «نظاماً هجيناً يقوم على الاستبداد الانتخابي»، فقد انتقدت ميلوني هذا التصويت وأعلنت أن «أوربان فاز في الانتخابات»، مما يعني أن المجر «نظام ديموقراطي».يطرح دعم ميلوني الصريح لأوربان تساؤلات أخرى حول احتمال تأييدها لموقف المجر الذي يعارض زيادة العقوبات على روسيا، وانتشرت حديثاً صورة لها مع وزير موال لبوتين كان قد أنشأ عام 2016، قنصلية مزيفة لجمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية في «تورين». على صعيد آخر، يحمل سجل «إخوة إيطاليا» مؤشرات تحذيرية واضحة حول احتمال أن يخرّب الحزب وحدة أوروبا، مما ينعكس سلباً على المعركة المشتركة ضد روسيا ومصالح واشنطن، لهذا السبب يجب أن تتبنى إدارة بايدن مقاربة أكثر حذراً في تعاملها مع ميلوني. يُفترض أن يوضح الأميركيون لميلوني أولاً أن التراجع الديموقراطي في إيطاليا قد يسيء إلى الشراكة العابرة للأطلسي، وإذا طبّقت إيطاليا سياسات معادية للديموقراطية محلياً ودعمت القادة شبه المستبدين خارجياً، فلن يكون التعاون مع الولايات المتحدة ضد روسيا كافياً لتحرير العالم وضمان ازدهاره، كذلك، يجب أن تدين واشنطن أي روابط مستمرة بين حزب «إخوة إيطاليا» والحركات الفاشية الجديدة والأفكار الموالية لبوتين، وترفض لقاء أعضاء من الحزب إذا دعموا هذه المبادئ يوماً.فهذا الموقف الصارم يحمل رسالة واضحة: لن تتحمّل الولايات المتحدة أي جهة أوروبية فاسدة أخرى.* «أليسا بافيا - المجلس الأطلسي»