معهد الأبحاث ينجح في تقييم سلامة وجودة حليب الإبل
باستخدام الجيل الثاني لفك تتابعات الحمض النووي
يُعَدّ الجملُ العربي واحداً من أهم الحيوانات المستأنسة في المناطق الجافة في قارتي آسيا وأفريقيا، كما أن للإبل فوائد صحية وأهمية اقتصادية كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بمنتجاتها المشتقة من حليب الإبل، نظراً لأنه وسط غني بالعناصر الغذائية، ويسمح بنمو العديد من الأجناس البكتيرية المتنوعة، لذا شرع معهد الكويت للأبحاث العلمية في إنجاز مشروع بحثي يستهدف تقييم جودة وسلامة حليب الإبل، ورصد تأثير سلالات الإبل المختلفة وتوزيعها الجغرافي بالبلاد ومواسم رعيها وتخميرها على التنوع الميكروبي لهذا الحليب، حيث نجح فريق البحث: د. ريتا رحمة، د. حسام العميرة، د. أبرار أكبر، د. عبدالعزيز العتيقي، د. محمد العتيبي، شافعة المري، ثنيان العنزي، صلاح الملحم، تهاني الشراح، بتول أكبر، محمد كشك، أنيشا شجن، في الكشف عن المجتمع الميكروبي لحليب الإبل الخام في أكبر عدد من العينات، ولأول مرة في العالم باستخدام تقنية الجيل الثاني لفك تتابعات الحمض النووي.بدورها، صرحت د. ريتا رحمة من مركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية في المعهد ورئيسة المشروع، بأن الآونة الأخيرة قد شهدت اهتماماً متزايداً بمحاولات فهم البنية الميكروبية لحليب الإبل، نظراً لأهميتها لصحة الحيوان، وارتباطها بمعايير جودة وسلامة منتجات الألبان التي يستهلكها الإنسان، غير أن المعلومات المتوافرة عن البِنيـة الميكروبية لحليب الإبل الخام -باستخدام تقنية غير متحيزة لا تسيء تقدير المجتمعات البكتيرية المتواجدة مثل «تقنية الجيل الثاني لفك تتابعات الحمض النووي» -غير متاحة، إذ تم تحديد البنية البكتيرية الكاملة «المجتمع الميكروبي» لكل من حليب الإبل الخام والمتخمر لأول مرة في منطقة غرب آسيا.
وبينت النتائج تميز هذه المنطقة ببعض الأجناس الخاصة، ومن المثير للاهتمام أن البنية الميكروبية لحليب الإبل شديدة التشابه مع مثيلتها «البنية الميكروبية» عند الإنسان، كما احتوى حليب الإبل الخام على بكتيريا حمض اللاكتيك ذات الخصائص التكنولوجية الغذائية الواعدة، وكذلك بكتيريا يمكن أن تسبب الأمراض وتلف الأغذية، علاوة على ذلك، فقد أثبت الفريق البحثي التأثير الكبير للموقع الجغرافي، وسلالات الإبل، ومواسم الرعي على المجتمع الميكروبي لحليب الإبل الخام.وأوضحت رحمة أن نتائج المشروع تعود بالفائدة على دولة الكويت، خاصة مُلاَّك الإبل والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، وقطاع الصناعات الغذائية وخاصة صناعات الألبان، مؤكدة أهمية هذه النتائج في تصميم برنامج تحكم ووقاية مناسب لقطعان النوق الحلوبة، وفهم مسببات التهاب الضرع وفتح آفاق لتطوير علاجاته، كما يمكن استغلال هذه النتائج تجارياً عبر الإسهام في تطوير صناعة منتجات الألبان محلياً وإقليمياً، مع مراعاة معايير الجودة والسلامة، واستخدام البكتيريا المفيدة المكتشفة في حليب الإبل في تكنولوجيا الغذاء، والنهوض بالصحة العامة للأفراد من خلال المعززات الحيوية، ومضادات الميكروبات الببتيدية.جدير بالذكر أنه قد تم نشر ورقة علمية مؤخراً، تفصل البنية الميكروبية لحليب الإبل في دولة الكويت وتأثير الموقع الجغرافي والفصول عليها، في مجلة عالمية محكمة ذات معامل تأثير مرتفع، «Food Research International, Impact Factor 7.4»، وهي إحدى مخرجات هذا المشروع البحثي.وتقدمت رحمة بخالص الشكر والعرفان ل مربيِّ الإبل الذين أسهموا في توفير عينات من حليب الإبل الخام، ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي على دعمها لهذا المشروع تحت رقم: PR18-12SL-16.