ورشة مكثفة لأكاديمية لابا عن «المكياج المسرحي والدرامي»
ياسر سيف: نعاني نقصاً في متخصصي مكياج الفانتازي والمؤثرات الخاصة
ذكر الفنان البحريني ياسر سيف أن الهدف الأساسي لورشة التدريب يكمن في التركيز على أهمية المكياج المسرحي، باعتباره عنصراً مهماً من عناصر سينوغرافيا العرض المسرحي، ومن الضروري إتقانه ومعرفة كيفية وضعه وتوظيفه واستثماره.
خمسة أيام من التدريبات المكثفة نظمتها «أكاديمية لوياك للفنون – لابا» في مقرها، حول «فن المكياج المسرحي والسينمائي والتلفزيوني»، تحت إشراف الفنان البحريني القدير ياسر سيف، المخرج والخبير والمدرب المحترف في مجال التجميل ومكياج المؤثرات الخاصة للمسرح والسينما والتلفزيون، منذ أكثر من 35 عاماً.الورشة التي جاءت في سياق أنشطة «الملاذ المسرحي»، تمحورت حول مفهوم المكياج المسرحي ونشأته وأنواعه وأهميته في مجال المسرح والسينوغرافيا، والفرق بينه وبين المكياج التلفزيوني والسينمائي. كما تضمنت شرحاً نظرياً وتطبيقات عملية أتاحت للمشاركين من محبي المسرح وهواة المكياج والمتخصصين في التجميل، الاطلاع على طرق تغيير أشكال الممثلين وفق أدوارهم، وكيفية تناغم المكياج مع المشهد المسرحي بكل تفاصيله.
عنصر أساسي
وفي معرض تعليقه على الورشة التدريبية، أوضح سيف، وهو أول فنان عربي حائز شهادة أكاديمية «Make Up Forever»، أن «الهدف الأساسي يكمن بالتركيز على أهمية المكياج المسرحي، باعتباره عنصراً مهماً من عناصر سينوغرافيا العرض المسرحي، ومن الضروري إتقانه ومعرفة كيفية وضعه وتوظيفه واستثماره. فهو يعتبر آخر عنصر من أدوات الممثل المسرحي، ويكمل شكله الخارجي، بعد أن يكون الممثل قد بذل قصارى جهده في التمثيل وفي استخدامه الأدوات المسرحية من ملابس وإكسسوارات، وفي تعامله مع الديكور والإضاءة».وقال إن الورشة أتاحت للمشاركين حرية التفكير والإبحار في مخيلتهم، لاكتشاف أفضل السبل والأدوات اللازمة لتغيير شكل الممثل إلى أشكالٍ عديدة. فكان أن تعلموا كيفية إتقان المكياج القائم على الظل والضوء، مكياج تكبير العمر وآلية تناغمه مع خطوط الوجه وشكل كل ممثل، إلى المكياج التجميلي ومكياج المؤثرات الخاصة كرسم الجروح والدم وآثار الرصاص أو الحوادث الاصطدامية، بما يحاكي المشهد المسرحي، وصولاً إلى مكياج الشخصية والفانتازي، والذي يجمع بين الضوء والظل والألوان والمؤثرات الخاصة وإطلاق المخيلة لتطبيق كل الدروس والاستفادة منها. كما تعلموا كيفية تركيب اللحى والشوارب والشعر المستعار، وفق شخصية كل ممثل».4 سنوات دراسية
وعلى مدى 15 ساعة تدريبية، نظرية وعملية، «قدمت الورشة نماذج ومكتسبات اختزلت ما يعادل أربع سنوات دراسية في الأكاديميات المتخصصة»، وفق ما أفاد خبير المكياج المسرحي والدرامي، آملاً أن «تساهم هذه الورشة الفنية في رفد الساحة المسرحية بنبضٍ جديدٍ، من خلال تمكين المشاركين وتطوير مهاراتهم وحثهم على العمل الدؤوب والخضوع للدورات بشكلٍ مستمر، سيما أننا نعاني نقصاً في عدد المتخصصين بمكياج المؤثرات الخاصة والمكياج الفانتازي والدرامي».وأشاد سيف بـ«تفاعل المشاركين، على اختلاف مستوياتهم وتنوع خلفياتهم، وشغفهم لتلمس بدايات طريقهم نحو المكياج الدرامي والمسرحي، كما جرأتهم ومبادرتهم إلى رسم المكياج الخاص بهم على وجوه بعضهم البعض وعلى وجوه «المانيكان». وأبدى سعادته وفخره بـ»أكاديمية «لابا»، باعتبارها صرحاً ثقافياً مهماً في الكويت ومبادرة طيبة للشباب العربي، تساهم في رفدنا بكوادر فنية متميزة. وقد وفرت من خلال موسمها الصيفي ورشاً فنية متعددة وفرصاً كبيرة جمعت خيرة المدربين المحترفين في الخليج والوطن العربي وحول العالم، مع كوكبة من الراغبين بالتعلم وتطوير الذات».وعبر المشاركون عن امتنانهم «لهذه الورشة العملية والممتعة»، حيث لفتت منسقة قسم الدراما والملاذ المسرحي في «لابا»، حوراء ابراهيم، إلى أن «الورشة كانت مختلفة، رائعة، جميلة ومحترفة، تعلمنا خلالها كيفية إظهار الجروح على الوجوه، وتكبير العمر من خلال الظل والضوء، وتحويل الممثل إلى ممثلة، والعكس صحيح، أضف إلى إتقان الطرق الجمالية للعرض المسرحي». وإذ تمنت تكرار الورشة، قالت: «انتابنا الحماس والفرح منذ اليوم الأول، فقد كنا محظوظين بالخضوع للتدريب على يد فنانٍ راقٍ ومحترمٍ، يده كالريشة تجسد الباع الطويل الذي يمتلكه في هذا المجال».من جهتها، رأت المتدربة راوية صالح، أن الدافع خلف مشاركتها يكمن برغبتها في تنمية مهاراتها»، قائلةً: «أعمل في مجال المكياج، وسبق أن امتهنتُه في المسرح والمهرجانات والسينما. لكنني وبعد هذه الورشة، اكتسبتُ من المدرب المحترف تقنياتٍ جديدة، سأقوم بتطبيقها خلال عملي».وكشفت أنها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها بالدورات التدريبية لأكاديمية «لابا»، مضيفةً: «حظيت بدوراتٍ مميزة ورائعة، في جوانب التمكين المسرحي والمكياج المسرحي والسينمائي والديكور. فقد عودتنا «لابا» على الجهود الجبارة التي تبذلها في سبيل تقديم الأفضل على الداوم».في سياقٍ متصلٍ، تحدث المتدرب والمخرج المسرحي، سعيد محمد، عن تجربته الفريدة في الورشة، مشيداً بهذه «الفرصة العظيمة التي وفرتها «لابا»، بحيث فتحت أمامنا الآفاق وأطلقت العنان لتفكيرنا، مما ساعدنا في تجسيد شخصية كل ممثل، كما تحليلها وإعطائها المعنى والروح من خلال المكياج، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في اكتمال شخصية الممثل، وبالتالي التعبير عن المشهد والمغزى منه».وأضاف: «لقد كنا محظوظين بالتدرب على يد الأستاذ المخضرم ياسر سيف، أحد أفضل مصممي المكياج المسرحي والدرامي، فكان أن اكتسبنا معلوماتٍ عديدة عن أهمية المكياج وفوائده ومساهمته في توضيح المشهد ونقل رؤية المخرج. فالمكياج ليس فقط أداةً لتغيير شكل الممثل، إنما للتعبير عن معاني العرض المسرحي وأهدافه».