في هجوم هو الأول من نوعه بمنطقة كييف، جرح شخص في هجمات بطائرات مسيرة انتحارية من طراز «شاهد 136» إيرانية الصنع استهدفت بلدة بيلا تسركفا، على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب كييف، كما أعلن حاكم المنطقة أوليكسي كوليبا.وقال كوليبا: «نفّذ العدو ضربات بطائرات إيرانية مسيرة استهدفت بيلا تسركفا وتسببت في حرائق وبإصابة شخص وإلحاق أضرار بالبنية التحتية في المدينة».
وأشارت القيادة العسكرية الأوكرانية في الجنوب، من جانبها، إلى أنها أسقطت 6 طائرات مسيّرة من الطراز نفسه خلال الليل في منطقة ميكولايف. وسلّمت إيران المئات من المسيّرات إلى روسيا، رغم تحذيرات واشنطن.
انتصارات جديدة
من ناحية أخرى، حققت كييف انتصارات عسكرية جديدة على الجيش الروسي هذه المرة في شرق البلاد. فقد أعلن، أمس، سيرغيي غايداي، الحاكم الأوكراني لمنطقة لوغانسك التي كانت حتى الآن تحت السيطرة الكاملة لموسكو، تحقيق خرق.وقال: «الآن أصبح الأمر رسميا. بدأت عملية إنهاء احتلال منطقة لوغانسك. تم تحرير العديد من البلدات من سيطرة الجيش الروسي».وكانت أوكرانيا قد أعلنت أمس الأول، تحقيق خرق في شمال منطقة خيرسون الجنوبية، في حين أن كامل منطقة خاركيف (شمال شرق) تقريبًا بات الآن تحت السيطرة الأوكرانية، مما يمهد الطريق نحو لوغانسك معقل الانفصاليين الذين نصبتهم موسكو منذ 2014.وقبل يوم، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتقدم «القوي» لقواته، قائلاً إنه «تم تحرير عشرات البلدات هذا الأسبوع في المناطق الأربع التي تدّعي موسكو ضمّها».وقال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيلو بودولياك، أمس، إن أي «أهداف روسية» على الأراضي الأوكرانية المحتلة هي أهداف عسكرية مشروعة، وإن الهجوم الأوكراني المضاد جزء من حرب دفاعية.الجيش الروسي أقرّ في المقابل، بتراجع قواته ونشر خرائط للأراضي التي يسيطر عليها. وهي تظهر أن موسكو انسحبت من جزء كامل من شمال منطقة خيرسون، وكذلك من كل الضفة الشرقية لنهر أوسكيل، آخر منطقة في خاركيف التي كانت لا تزال تسيطر عليها.وأكد كيريل ستريموسوف، (مسؤول في سلطات الاحتلال)، أن الانسحاب الروسي من الجنوب كان تكتيكيا ومؤقتا.وأضاف أن «إعادة التجمع على الجبهة في الظروف الحالية يسمح بحشد القوات وتوجيه ضربة مضادة» للقوات الأوكرانية.وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن قواتها تتمركز في مواقع بخيرسون و»تصد هجمات لقوات معادية متفوقة».يأتي ذلك، في وقت أكد مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى في «البنتاغون»، أن الهجوم الأوكراني المضاد، الذي بدأ قبل أكثر من شهر، خصوصاً في جنوب البلاد، وضع القوات الروسية في حالة «انحناء دفاعي».وأكد المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، أن المناطق التي تم ضمّها إلى روسيا «ستبقى روسية إلى الأبد»، وأن موسكو ستستعيد الأراضي التي خسرتها بوتيرة سريعة منذ شهر.وتعليقا على إعلان الرئيس جو بايدن، أمس الأول، عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 625 مليون دولار لأوكرانيا، ورداً كذلك على إعلان نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي، لورا كوبر، أن صواريخ «GMLRS» الموجهة المتعلقة بأنظمة هيمارس، التي تم تزويد أوكرانيا بها، قادرة على الوصول إلى الغالبية العظمى من الأهداف في ساحة المعركة، وكذلك إلى شبه جزيرة القرم، أوضح بيسكوف، أن مثل هذه التصريحات «هي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تمثّل تأكيدا على تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر في هذا الصراع، مما يخلق وضعا خطيرا للغاية».توقيع بوتين
وبعد شهر من الانتكاسات العسكرية والإعلان عن تعبئة آلاف جنود الاحتياطي الروس، وقّع الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، على قانون لضمّ مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، داخل الاتحاد الروسي، وهي خطوة تقررت رسميا الجمعة الماضي.وفي لقاء مع معلمين بثّه التلفزيون، أمس، قال بوتين في إشارة إلى المناطق الأربع، إنه يتوقع أن «يستقر» الوضع هناك، مشدّداً على أن «روسيا تكنّ احتراما كبيرا للشعب الأوكراني، رغم الوضع الحالي».صدام مباشر
وبينما حذّر سفير روسيا لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، واشنطن من أن قرارها إرسال المزيد من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا «يزيد من خطر حدوث صدام عسكري مباشر» بين روسيا والغرب، واصفا الولايات المتحدة بأنها «شريك في الصراع»، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، خلال اجتماع أمس، في سيفاستوبول بالقرم حول أمن شبه جزيرة القرم «في تحريرها لشعب أوكرانيا اليوم من النازية الجديدة، لا تقاتل روسيا فقط التشكيلات القومية والقوات المسلحة لأوكرانيا، وإنما تقاتل ضد حلف الأطلسي، الذي يزوّد أعضاؤه نظام كييف بالأسلحة الثقيلة، والذخيرة والاستخبارات وتدريب العسكريين المتخصصين».وأضاف أن «أعضاء الناتو يشاركون في التخطيط للعمليات العسكرية، ويبتزون باستخدام أسلحة الدمار الشامل».بولندا والأسلحة النووية
من ناحية أخرى، صرّح الرئيس البولندي، أندريه دودا، في مقابلة مع صحيفة غازيتا بولسكا اليمينية الشعبوية، أمس، بأن نشر الأسلحة النووية الأميركية في بلاده «موضوع مفتوح». ويعتبر الرئيس البولندي عدم وجود أسلحة نووية في بلاده «مشكلة»، مشيرا إلى أن بولندا يمكن أن تشارك في برنامج «المشاركة النووية»، الذي بموجبه، تستضيف وتخزّن دول «الناتو» الأوروبية أسلحة نووية أميركية. في وقت سابق، أعرب رئيس حزب القانون والعدالة، الحاكم في بولندا، ياروسلاف كاتشينسكي، رغبته في أن يرى أسلحة نووية أميركية منتشرة في بلاده.