التشكيل الحكومي الجديد... ثبات نهج الجينات والمحاصصة
• فقد «مُحلله» قبل أن يقسم... وركّز على تغيير الأشخاص
• استدامة واستقرار الوطن يتطلبان التوافق على مشروع تنموي ونهضوي
تناول تقرير مركز «الشال» الأسبوعي انتخابات مجلس الأمة 29 سبتمبر الماضي تلتها «استقالة حكومة أدارت عملية انتخابات نيابية بنجاح، طرحت عنواناً أو شعاراً رسمياً لها هو تصحيح المسار، وهو إقرار بمسار تاريخي مائل، أوقفت الانتخابات الفرعية، وحاربت شراء الأصوات، وأوقفت نقل الكتل التصويتية بإقرار التصويت بالبطاقة المدنية، أي وفق عنوان السكن الحقيقي، وأوقفت تقديم خدمات للمرشحين، وذلك توجه صحيح ومقدر».ونتيجته كانت تصحيح إفراز العملية الانتخابية ليصبح أقرب إلى تمثيل إرادة الناخب، وتلك خطوة رئيسية إلى الأمام في طريقة إصلاح بيئة العمل السياسي، ما قد ينعكس إيجاباً على الأداء المحتمل للإدارة العامة، ومازالت هناك حاجة لخطوات أخرى جوهرية.ونسبة التغيير في الوجوه لم تكن مختلفة عن كثير من المجالس السابقة، فقد بلغت نسبة التغيير 54% أي 27 نائباً جديداً، لكن، المؤكد أن كثيراً ممن قرروا الترشيح من النواب السابقين ممن اعتمدوا لفوزهم على المخالفات الأربعة المذكورة عاليه، تم إقصاؤهم.
ونعتقد أن ما تحقق لابد أن يستغل في الاتجاه الصحيح، والاتجاه الصحيح هو إعادة اللحمة إلى مجتمع مزقته الخلافات، فباستثناء الفاسدين ممن تجب ملاحقتهم، لابد من تذويب الخلافات الأخرى التي دفعت الكثير من المواطنين لتقديم الولاء لعصبياتهم الصغيرة على حساب الوطن، ومعها تم استبدال مفهوم بناء وديمومة الوطن، بمفهوم اقتسامه. واستدامة واستقرار الوطن، تتطلب التوافق على مشروع تنموي ونهضوي لا يمكن تحقيقه ما لم يحصل على دعم أغلبية تقدم أهدافه على كل ما عداها، ومثل هذا المشروع يتطلب تضحية من كل الأطراف.ويبقى الجناح الأهم للإدارة العامة هو الجناح التنفيذي، وهو الجناح الذي يمثل أكبر كتل مجلس الأمة، وهو الجناح الذي يملك جيش من العاملين، ويملك المال والوظيفة والأمن، مهمته هي تقديم مشروعه التنموي والنهضوي، سواء كان هدفه استدامة المالية العامة واستدامة الاقتصاد، أو إعادة بناء رأس المال البشري تعليماً وقيماً، وما لم يكن التشكيل الحكومي قدوة، لن يعوضه أي توليفة لمجلس الأمة.وشدد الشال على أنه لن يكون ذلك التشكيل الحكومي قدوة إن ظلت الجينات والمحاصصة هي الخواص الحاكمة له، فالإدارة العامة هي قبول سياسي وقدرة مهنية، وهما خاصيتان لا وزن للجينات والمحاصصة في تميزهما، والتشكيل الحكومي الجديد الذي فقد محلله قبل أن يقسم، ركز على تغيير الأشخاص مع ثبات نهج الجينات والمحاصصة.