في أكتوبر 2021، أدلى وكيل وزارة الدفاع الأميركية للسياسات، كولين كال، بشهادته أمام الكونغرس الأميركي حول الوضع الأمني في أفغانستان، حين سُئِل كال عن احتمال تجدد الإرهاب الدولي المنبثق من ذلك البلد، قال إن مجتمع الاستخبارات الأميركية استنتج أن تنظيم «القاعدة» وفرع «الدولة الإسلامية في ولاية خراسان» «ينويان تنفيذ عمليات خارجية، بما في ذلك اعتداءات ضد الولايات المتحدة، لكن لا يملك أيٌّ منهما القدرات اللازمة لفعل ذلك في الوقت الراهن»، ثم ذكر كال أن تنظيم «الدولة الإسلامية في ولاية خراسان» قد يطوّر تلك القدرات خلال مدة تتراوح بين 6 و12 شهراً، في حين تحتاج «القاعدة» إلى سنة أو سنتين للقيام بالمثل.لقد أصبحنا اليوم ضمن المهلة التي ذكرها كال كي تسترجع هاتان الجماعتان قدرتهما على تهديد جيران أفغانستان وأماكن أخرى، لكن هل نجحتا فعلاً في بلوغ هدفهما؟
بعد سنة على طرح ذلك التقييم، يستلزم الوضع تحليل الجماعات الإرهابية البارزة في أفغانستان وما يفعله مختلف اللاعبين للتصدي لها. بعبارة أخرى، تبرز الحاجة إلى مراجعة التطورات المتعلقة بأبرز أربع جماعات إرهابية في أفغانستان («القاعدة»، و«الدولة الإسلامية في ولاية خراسان»، وحركة «طالبان باكستان»، و«حركة تركستان الشرقية الإسلامية» المعروفة أيضاً باسم «الحزب الإسلامي التركستاني»). بالإضافة إلى مناقشة ظروف كل مجموعة، يجب أن يشمل التقييم طريقة تعامل «طالبان» معها وما يمكن توقعه في السنة المقبلة.يتألف تنظيم «القاعدة» في أفغانستان من مجموعة قادة أساسيين، بالإضافة إلى أعضاء تابعين لفرعه الإقليمي، «القاعدة في شبه القارة الهندية». حين استولت «طالبان» على أفغانستان، أصدر قادة «القاعدة» الأساسيون بياناً لتهنئة الحركة بكل حرارة على إنجازها، حتى أنهم استغلوا هذه الفرصة لتحفيز فروعهم العالمية وتجديد الحملات لحشد مجنّدين جدد وتأمين مصادر تمويل جديدة.كانت قيادة «القاعدة» تتعافى من خسائرها حين نشر أيمن الظواهري، خَلَف أسامة بن لادن على رئاسة التنظيم، فيديو لتبديد شائعات موته في سبتمبر 2021، وفي بداية عام 2022، كشفت التقييمات أن «القاعدة» شملت عشرات القادة البارزين في البلد، وقيل إن بعضهم يقيم في حي دبلوماسي سابق في كابول، وظن الكثيرون أن الظواهري يقيم في شرق أفغانستان مع عدد من كبار القادة الآخرين.بحلول مايو 2022، استنتج فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة أن «عمليات القاعدة في أفغانستان باتت تقتصر على تقديم التوصيات إلى «طالبان» ودعمها... بدت «القاعدة» أكثر تحرراً لتنفيذ أهدافها، من دون إطلاق أي اعتداءات دولية أو نشاطات بارزة أخرى قد تحرج «طالبان» أو تسيء إلى مصالحها»، كذلك افترض الفريق نفسه أن «القاعدة» ستتابع التركيز على إعادة تنظيم صفوفها الداخلية لتحقيق طموحاتها الجهادية العالمية، حيث وافقت الحكومة الأميركية في معظمها على هذا التقييم.لكن بحلول شهر يوليو جدّدت «القاعدة» جناحها الإعلامي وراح الظواهري ينشر رسائل صوتية وفيديوهات لحث أتباعه على «محاصرة أميركا عن طريق الإرهاب». كانت تلك النشاطات تشير على ما يبدو إلى الراحة المستجدة التي شعر بها زعيم «القاعدة» داخل أفغانستان في عهد «طالبان».* «جوناثان شرودن - دبلومات»
مقالات
ما وضع إرهابيي أفغانستان مع «طالبان»؟
09-10-2022