في دراسة الطب ليست هناك مناهج اختيارية...لا بدّ أن تدرس جميع الفروع وجميع الوظائف وجميع الأعراض وجميع الأمراض، وطبعاً جميع طرق العلاج...
فالطبيب لا يستطيع أن يلغي منهج الأمراض الجلدية أو منهج أمراض النساء والولادة، بحجة أنه لا يريد التخصص بهما!وبعد تجربة التشكيل الحكومي، أقترح على مَن يريد تشكيل الحكومة أن يدرس أمراض نساء وولادة فقط!الحمل والولادة شيء طبيعي وواضح للشخص العادي، ولكن المرور بالمراحل المختلفة يحتاج إلى دراسة وتدريب.في الكويت، وللمرة الأربعين يأتي التشكيل الحكومي على طريقة الحمل الكاذب!ومنذ عام 1962 ونحن نعاني إمّا عُسر الولادة، أو أن يأتي الجنين مشوهاً أو به عيوب خلقية!ولادة الحكومة الأخيرة لم تكن عسيرة، وحتى فترة الحمل لم تستغرق أكثر من 24 ساعة، ومع ذلك انتهينا بحكومة تم تشكيلها ولم تُقسم، لأن أحد الوزراء اعتذر قبل القسَم!النائب عمار العجمي لم يتم إخطاره بمَن سيكونون زملاءه في الحكومة، وعندما اكتشف الأسماء كان لديه تحفُّظ عن واحد أو أكثر، وترك التوزير وبقي نائباً.مَن يعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يستقيل بها وزير خلال فترة قصيرة فهو مخطئ، لأن السيد يوسف محمد النصف (1985/ 1986) فعلها في ظروف مختلفة مع اختلاف في المبادئ نوعاً ما!! بالإضافة الى الإشارة إلى أن السيد يوسف النصف لم يكن نائباً منتخباً، ولكن اعتراضه كان على توزير أحد الأشخاص لسبب ما!رئيس الحكومة ليس مجبراً على تقديم كشف بأسماء الوزراء المرشحين، خصوصاً في مرحلة التشكيل. بعد ذلك اكتشفنا أن هناك أغلبية ساحقة من النواب (44 نائباً) لديهم تحفّظات كبيرة عن التشكيل الحكومي!وهذا، بلا شك، سيكون مخيباً للآمال، لأنّ الصراع الحكومي - النيابي سيشتعل مبكراً!التشكيل الحكومي مثل الحمل والولادة، ويجب ألّا يكون في علم الغيب، بل كان من الواجب مصارحة جميع الوزراء بالأسماء قبل إعلان المرسوم، ولا أجد سبباً يمنع ذلك. ولعل في ذلك دروساً للمستقبل.
أخر كلام
الله بالنور: حكومة الحمل الكاذب
09-10-2022