يعتبر «التنور» المصنوع من الطين من أقدم وسائل صناعة الخبز في العراق، كما قد يكون من الأشياء القليلة الطيبة والجميلة التي ظلت صامدة منذ أيام الزمن «الحلو» وعهد الطيبين، ورغم تطور الزمن وظهور أنواع عديدة من الأفران التي تعمل بالغاز أو الكهرباء، لا تزال الأسر العراقية تتمسك بالخبز المحضر في التنور الطيني، الذي يشبه أحياناً التحف الفخارية، وهو مصنوع من مادة الطين الحر، وفيه يطهى ألذ أنواع الخبز العراقي.

ويعد الحاج أبوحسنين الكواز واحداً من أقدم العاملين في هذه المهنة، ويحاول الحفاظ عليها، باعتبارها تراثاً شعبياً.

Ad

وقال الكواز، في تصريح نقله موقع سكاي نيوز، أمس: «نجلب الطين من البحر، ونقوم بتجفيفه، ثم نطحنه ونخمره، بإضافة الماء، حتى يرتبط بالماء مجدداً، ويُضاف له الديباج، لكي يصبح متماسكاً أشبه بالكونكريت».

ويفضل أغلب كبار السن الخبز المطهي داخل تنور الطين، كونه صحياً أكثر من الخبز المصنوع داخل الفرن الحديدي، إذ يعتبرون طهي الخبز بهذه الطريقة عودة إلى الطبيعة، حيث يعتمد الطهي بهذه الطريقة على الطين والخشب بدلاً من الحديد والغاز.

من ناحيته، قال بائع تنور، يُدعى أبوأحمد: «الخبز المصنوع داخل الأفران الحديدية، الناس تتوجس منه، لاحتمال وجود مواد كيماوية يفرزها الحديد. أما الطين الذي لدينا، فهو طين حر من النجف، خالص، يكون نظيفاً لا توجد فيه شوائب».

وتحتاج صناعة التنور الواحد ثلاثة أيام، ويتم استقدام الطين الخاص بصناعته من بحر النجف، كونه يعتبر من أفضل أنواع الطين في المنطقة، ليباع بعد ذلك إلى المخابز والأهالي ممن يفضلون تناول خبز التنور.

ولا تكتمل نكهة المائدة العراقية إلا بوجود خبز التنور الحار، وهو خبز يُطبخ في تنور من الطين.