مع تصاعد مخاوف السلطات الإيرانية من عصيان مدني واسع بعدما أثبتت الاحتجاجات التي أشعلها مقتل مهسا أميني أنها أكثر ديمومة من الاحتجاجات السابقة ويمكن أن تشكل تهديداً مستمراً للنظام الإسلامي، حسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، عرض رئيس السلطة القضائية غلام حسين آجئي إجراء حوار مع المحتجين، في حين خاطب رئيس الحرس الثوري حسين سلامي الشباب الإيرانيين وحذرهم من أن يكونوا مجرد «ورقة أو أداة بيد الدول الأخرى». وبينما انضم عمال في صناعة البتروكيماويات في عسلوية للمحتجين ونظموا وقفة تضامنية بالمنطقة التي تعتبر إحدى تجمعات الصناعات النفطية جنوب البلاد، وكذلك فعل سائقو الشاحنات في مدينة أصفهان، قال رئيس السلطة القضائية: «لدينا أذن نسمع بها الاحتجاجات والنقد، ونحن على استعداد للحوار»، مقراً بأن النظام السياسي قد تكون لديه أيضاً «نقاط ضعف وعيوب».
في الأثناء، اتّهمت منظّمة «هنكاو» الحقوقية الكردية السلطات باستخدام أسلحة ثقيلة بما في ذلك «قصف» أحياء في سنندج بالمدفعية و«الأسلحة الرشاشة»، حيث أفيد عن مقتل محتج على الأقل. وسُمع دوي طلقات نارية في مدينة سقز، مسقط رأس أميني.ونشرت «منظمة حقوق الإنسان في إيران» ومقرها أوسلو مشاهد لاعتصام في جامعة غيلان شمال إيران ولتلميذات في مدينة مهاباد شمال الجمهورية ينزعن حجابهن.وتجمع حشد كبير من الطلاب أمام كلية الفنون التطبيقية في طهران أمس للتنديد بـ «الفقر والفساد» في إيران هاتفين «الموت لهذا الطغيان»، بينما في جامعة أزاد في طهران لوّن طلاب أيديهم باللون الأحمر تنديداً بحملة القمع .
وأظهر تسجيل فيديو تم تداوله على نطاق واسع امرأة تسير من دون حجاب في أحد شوارع مدينة كرمنشاه في شمال غرب البلاد احتجاجاً على قواعد اللباس الصارمة، فاتحة أيديها لتقديم «عناقات مجانية» للمارة.
حجز جواز علي دائي بعد موقفه من الاحتجاجات
حجزت السلطات الإيرانية جواز سفر اللاعب السابق علي دائي، وهو أحد أبرز الأسماء في تاريخ المنتخب الوطني، بعد انتقاده تعاملها مع الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، وفق ما أفادت تقارير صحافية أمس.وتشهد مدن إيرانية عدة منذ 16 سبتمبر الماضي تحركات احتجاجية يومية إثر وفاة الشابة الكردية أميني (22 عاماً)، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي.وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، بينما أكد مسؤولون توقيف مئات المشاركين في التحركات و«أعمال الشغب».وكتبت صحيفة «هم ميهن» الإصلاحية، أمس، أن «مصادرة جواز سفر دائي تعود إلى ما كتبه على إنستغرام تعليقاً على وفاة أميني».وكان المهاجم السابق حضّ السلطات في 27 سبتمبر، على «حل مشاكل الشعب الإيراني بدلاً من استخدام القمع والعنف والاعتقالات»، وذلك وفق ما جاء في منشور عبر حسابه على «إنستغرام».وكان دائي (52 عاماً) أفضل هداف في تاريخ المنتخبات الوطنية لأعوام طويلة مع 109 أهداف، إلى أن تجاوزه البرتغالي كريستيانو رونالدو في سبتمبر 2021. وكان من أوائل الإيرانيين الذين يدافعون عن ألوان أندية أوروبية، وبرز في ألمانيا حيث ارتدى قمصان أرمينيا بيليفيلد وبايرن ميونيخ وهرتا برلين. وأعرب نادي العاصمة الألمانية عبر حسابه على «تويتر»، أمس الأول، عن أسفه لأن دائي «غير مسموح له بمغادرة البلاد لأنه تحدث دعماً لحقوق النساء».من جهته، نقل موقع «ورزش 3» الرياضي الإيراني عن شقيق دائي محمد أن «علي قدّم كل حياته لرفع العلم الإيراني، هو يحبّ بلده وشعبه ودائماً ما يقول الحقيقة»، مؤكداً أن «ما حصل معه مؤسف».وأبدى لاعبون حاليون وسابقون، ومشاهير في مجالات ثقافية، دعمهم للتحركات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، داعين للاستماع لمطالب المحتجين، في وقت حذّر مسؤولون إيرانيون من «اتخاذ إجراءات» بحق المشاهير الذين «ساهموا في تأجيج أعمال الشغب».وأفادت وكالة «إيلنا»، أمس الأول، بأن السلطات حجزت أيضاً جواز سفر المغني الإيراني المعروف همايون شجريان وزوجته الممثلة سحر دولتي، إضافة إلى السينمائي مهران مديري.كما بدأت السلطة القضائية إجراءات ملاحقة اللاعب السابق علي كريمي «لأنه رفع صوت العدو وشجّعه» من خلال تأييده التحركات الاحتجاجية، وفق ما أفادت وكالة «مهر» الإيرانية الخميس.