الديموقراطية وسيلة لا هدف
منذ أيام تحدثت «العربية» عن الكويت بحديث مفاده أن الكويت تخلفت عن السعودية والإمارات في مجال التنمية بسبب ممارستها السيئة للديموقراطية، وقد رفض فلاسفة الديموقراطية الكويتيون هذا الرأي وطالبوا القناة بالاعتذار، فنقول لمنتقدي رأي العربية إننا بشر ولسنا أنبياء يوحى إلينا، فما نعمل هو نوع من الاجتهاد والمستقبل هو من يثبت ذلك، ولكن يجب أن نعترف أننا في أزمة سياسية حادة، بسبب تصرفات سيئة من بعض الأعضاء.
يخطئ من يعتقد أن الديموقراطية هي هدف في حد ذاتها يجب الوصول إليه بأي ثمن، والحقيقة أن الدولة والنهوض بها وتحقيق الأمن والرفاهية لشعبها هي الأهداف التي يجب أن نسعى إلى تحقيقها، أما الديموقراطية فقد تكون إحدى الوسائل المهمة التي يمكن أن تساعدنا في تحقيق تلك الأهداف، ولكن بشرط إذا استخدمها شعب واع قادر على أن يوجهها لتحقيق نهضته، أما إذا طبقها شعب لا يعي مبادئها، أو أن يأتي من يستغل ذلك النظام لتحقيق أهدافه ومصالحه، ضاربا بمصالح الدولة عرض الحائط، فقد تكون الديموقراطية في هذه الحالة خطراً على تلك الدول، لذا يقال إن تشرشل الزعيم البريطاني قال عن الديموقراطية، إنها أفضل النظم السيئة، فأي نظام من نظم الحكم له إيجابياته وسلبياته. والنظام الديموقراطي شأنه شأن أي نظام من أنظمة الحكم السائدة في العالم له إيجابياته وسلبياته، فإذا استخدمه شعب غير واع بأساليبه، فقد يكون أخطر عليه من الدكتاتورية، وقد يؤدي إلى تفككه وتمزيق وحدته، أو أن تقع الدولة تحت قيادات مجرمة قد تدمر الدولة وتقودها إلى الخراب، وذلك كما حدث في ألمانيا وإيطاليا، إذ وصل الحزب النازي بقيادة هتلر والفاشي بقيادة موسيليني إلى الحكم عن طريق صناديق الانتحابات، ثم تسببوا في إشعال الحروب التي ذهب ضحيتها ملايين البشر. وكذلك الحال في مصر عندما وصل الإخوان إلى الحكم بعد الرئيس مبارك عن طريق الانتخابات، وهم جماعة لا يؤمنون بالديموقراطية كما تؤكد كتاباتهم، لذلك بعد فوزهم أعلنوا أن حكمهم سيمتد أكثر من أربعة قرون، وكانت أميركا بقيادة أوباما تدعم نظام الإخوان، وأوشكت الدولة المصرية أن تقع في حرب أهلية لولا تدخل الجيش المصري الحازم لإنقاذ الدولة.
وعلينا اليوم كشعب كويتي أن نتساءل بكل أمانة وصراحة: هل نمارس الديموقراطية ممارسة سليمة أم أننا نقع بسبب ممارستنا الخاطئة للديموقراطية بأخطاء مميتة، قد تهدد أمننا ومستقبلنا؟ منذ أيام تحدثت العربية عن الكويت بحديث مفاده أن الكويت تخلفت عن السعودية والإمارات في مجال التنمية بسبب ممارستها السيئة للديموقراطية، وقد رفض فلاسفة الديموقراطية الكويتيون هذا الرأي وطالبوا العربية بالاعتذار، فنقول لمنتقدي رأي العربية إننا بشر ولسنا أنبياء يوحى إلينا، فما نعمل هو نوع من الاجتهاد والمستقبل هو من يثبت ذلك، ولكن يجب أن نعترف أننا في أزمة سياسية حادة، بسبب تصرفات سيئة من بعض الأعضاء، فعلّنا نراجع أنفسنا قبل أن نؤذي بلادنا.