نافذة مكسورة ورجل يصرخ وسلاحه ظاهر عند خصره، وتهديدات يومية بالقتل... قبل شهر من الانتخابات النصفية الأميركية، يحذر المشرعون والمسؤولون الانتخابيون من تجدد أعمال العنف التي تستهدفهم.

وقالت السيناتورة الجمهورية سوزان كولينز في أوائل أكتوبر في أحد أعمدة صحيفة نيويورك تايمز «لن أفاجأ إذا قتل سيناتور أو نائب».

Ad

وأضافت المسؤولة المنتخبة البالغة من العمر 69 عاماً بعد أن حُطمت نافذة في منزلها في ولاية مين «ما كان في الأصل مجرد مكالمات هاتفية عدائية يترجم الآن إلى تهديدات وعنف حقيقي».

هذه الضغوط عانى منها أيضاً، آدم كينزينغر، عضو مجلس النواب الأميركي المناهض للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي نشر مقتطفات صوتية من التهديدات التي تلقاها. وقد قال في يوليو الماضي، إن التهديدات بارتكاب أعمال عنف ضد الطبقة السياسية قد زادت بشكل حاد في السنوات الأخيرة».

ويسمع في رسائل تهديد نشرها «نحن نعلم مكان عائلتك وسنلاحقك أيها... الصغير... سنقبض على زوجتك وأطفالك».

بعد أيام قليلة من تصريحات كينزينغر، كان على التقدمية المنتخبة براميلا جايابال الاتصال برقم الطوارئ «911» عندما وقف رجل أمام منزلها عدة مرات مطلقا الشتائم وهو يحمل مسدساً على خصره.

واضطرت النائبة الجمهورية ليز تشيني، التي تبرأ منها حزبها لانضمامها إلى لجنة برلمانية تحقق مع دونالد ترامب، إلى التخلي عن تنظيم أي تجمع انتخابي كبير في ولايتها وايومنغ، بسبب تلقيها تهديدات بالقتل.

قد تواجه البلاد نقصا في منظمي الانتخابات خلال الانتخابات التشريعية في نوفمبر، طالما استمروا في تلقي مثل هذه التهديدات، كما حذر كيم وايمان، رئيس أمن الانتخابات في وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية في سبتمبر.

ميليشيات اليمين المتطرف

أعمال العنف ضد المسؤولين الأميركيين المنتخبين ليست جديدة. ففي يناير 2011، كادت الديموقراطية غابي غيفوردز ان تقتل بعد إصابتها برصاصة في الرأس من مسافة قريبة خلال اجتماع مع مواطنين في توكسون.

لكن العديد من الخبراء يتفقون على أن ازدياد هذه التهديدات مرتبط بشكل مباشر بوصول ترامب إلى السلطة في يناير 2017.

وبحسب شرطة العاصمة، المسؤولة عن حماية أعضاء الكونغرس المنتخبين، فقد تضاعفت التهديدات الموجهة ضدهم منذ تنصيب الملياردير الجمهوري، وارتفعت من 3939 تهديداً في عام 2017 إلى 9625 تهديداً في عام 2021.

وقال الخبير الأمني ك. كامبل «أعتقد أننا سنستمر في رؤية زيادة في التهديدات ضد المسؤولين المنتخبين على جميع المستويات، وكذلك ضد مسؤولي الانتخابات».

وعبر كامبل عن قلقه بشكل خاص من الهجمات التي تشنها الجماعات اليمينية المتطرفة، بما في ذلك جماعة «أوث كيبرز» (حفظة القسم) التي يخضع العديد من أعضائها للمحاكمة بتهمة التحريض على الفتنة وحمل السلاح لمهاجمة مبنى الكابيتول من أجل إبقاء ترامب على رأس السلطة في السادس من يناير 2021.

خلال ذلك اليوم الشتوي البارد، نشر الآلاف من أنصار الرئيس السابق الفوضى في عاصمة الولايات المتحدة، مما أجبر المسؤولين المنتخبين على إخلاء مبنى مجلس النواب زاحفين وهم يضعون أقنعة الغاز.

لكن وفقا للخبيرة السياسية رايتشل كلاينفيلد، فإن موسم انتخابات 2020 الذي تواجه خلاله جو بايدن ودونالد ترامب، مثل أيضا منعطفًا دفع بعض الجمهوريين إلى «قبول العنف كأداة سياسية».

وفي خضم الحملة الانتخابية للانتخابات النصفية، يمكن ملاحظة ذلك بشكل خاص في الإعلانات الانتخابية لبعض المرشحين. ووفقا لتحليل أجراه مركز صندوق العمل التقدمي الأميركي فإن 104 إعلانات على الأقل تم بثها هذا العام تظهر مرشحا محافظا بمسدس أو بندقية هجومية.

وفي بعض هذه الإعلانات، يستمتع المرشحون الجمهوريون بتوجيه السلاح باتجاه صور أو دمى تمثل خصومهم الديموقراطيين أو حتى الرئيس جو بايدن.

وحذرت رايتشل كلاينفيلد قبل بضعة أشهر خلال جلسة استماع أمام الكونغرس الأميركي «اليوم، غالبية الأفراد الذين يرتكبون أعمال عنف سياسي عفوي أو منظم لا ينتمون رسميا إلى أي جماعة متطرفة»، مضيفة «على العكس فقد أصبحت المعتقدات والأنشطة العنيفة أمرا شائعا».