فنانون عالميون يتضامنون مع زملائهم بإيران

قام نحو 40 نجما ألمانيا في مجال السينما والتلفزيون والمسرح بقص شعرهم أمام الكاميرات تضامنا مع زملائهم من النجوم الإيرانيين ومع الازمة التي تعيشها بلادهم، إثر وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني خلال احتجازها لدى شرطة الأخلاق في بلادها.

وفي فيديو مدته دقيقتان ونصف، نشرته الممثلة الألمانية ميرت بيكر من بين آخرين على إنستغرام الاثنين، قامت الممثلات كاترينا تالباخ وميريت بيكر ولينا بيكمان وياسمين طاباتاباي ونيكوليته كريبتس وميليكا فوروتان وكارين هانشوفسكي وزاندرا هولر والممثلان رونالد تسيرفيلد ودانيال تسيلمان - من بين آخرين - بقص خصلات من شعورهم.

وجاء في النص المرفق بالفيديو باللغة الإنكليزية: تضامنا مع كل المحتجين في إيران الآن. نحن نتفهمكم. نحن نقف بجانبكم.

وكانت حوالي 50 ممثلة ومغنية فرنسية شهيرة - من بينهن الحائزة على جائزة الأوسكار جولييت بينوش - قصصن شعورهن قبل ذلك احتجاجا على التصدي العنيف لقوات الأمن الإيرانية للمتظاهرين المناهضين للحكومة.

وقصت بينوش خصلة كبيرة من شعرها، ورفعتها أمام الكاميرا «من أجل الحرية»، وانضمت إلى بينوش في هذه المبادرة مجموعة من أشهر الممثلات والمغنيات الفرنسيات، مثل إيزابيل أوبير وماريون كوتيار وإيزابيل أدجاني، وشاركت في المبادرة محاميات وشخصيات إعلامية ونساء أخريات في فرنسا.

وذكر المحامي الفرنسي ريشار سيديو، الذي أطلق المبادرة، لـ «رويترز»: «الإيرانيات يتوقعن دعماً من المجتمع الدولي. وهذه طريقة رائعة لإبداء ذلك الدعم». وأضاف: «هذه ليست سوى خطوة أولى، وآمل أن يتبعها الجميع حول العالم، ليس فقط الممثلات، لكن الجميع. يمكن أن يقوم الرجال أيضاً بقص شعرهم، وأعتقد أن هذا سيحدث».

يذكر أن المظاهرات انطلقت في إيران بسبب وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية في منتصف سبتمبر الماضي، بعد أن تم القبض عليها بسبب مخالفتها لقواعد اللباس الإسلامي، ولا يزال من غير المعروف ما حدث مع أميني بعد القبض عليها، ما أسفر عن اندلاع احتجاجات عارمة في إيران وقامت العديد من الإيرانيات بقص شعورهن احتجاجا على ذلك.

وقبل أن تنتقل الاحتجاجات الرافضة لتلك الممارسات إلى الفنانين حول العالم، أكد فنانون إيرانيون رفضهم الواقع الإيراني بالفترة الاخيرة ومنهم النجمة ترانة عليدوستي التي قالت عبر حسابها في «إنستغرام»: «كل العالم ينظر إليكم، العالم شاهد حركتكم المطالبة بالعدالة، والحرية، سجلت مقاومتكم ملحمة في التاريخ ولا شيء أهم من الوحدة».

وانضمت الممثلة مريم باليزبان إلى الفنانين وكتبت على حسابها في «إنستغرام»: «نبغضكم... المرأة والسينما والمسرح والفن والثقافة والعلم والدين وإيران ليسوا ملككم، ما تملكونه هو دوريات الشرطة».

وجاء موقف الممثلتين بعدما حض المخرج الإيراني أصغر فرهادي، الحائز جائزة أوسكار مرتين، الناس في جميع أنحاء العالم على «التضامن» مع المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع في إيران احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني.

وقال فرهادي في رسالة بالفيديو على إنستغرام: «هن يبحثن عن حقوق بسيطة لكنها أساسية حرمتهن منها الدولة لسنوات، لقد سلك هذا المجتمع، وخصوصاً هؤلاء النساء، طريقاً قاسية ومؤلمة للوصول إلى هذه النقطة، وقد بلغن بوضوح حالياً محطة مفصلية».

وجاء موقف فرهادي بعد ساعات من بيانات شديدة اللهجة صدرت من نجوم الفن والسينما الإيرانية، وأبرزهم المخرجان مهران مديري الذي يعد برامج ساخرة للتلفزيون الإيراني، ومسعود كيميايي، والفنانتان مهناز افشار، وزار أمير إبراهيمي الفائزة بجائزة كان السينمائية لعام 2022، والممثلان رضا كيانيان وسام أصغري، والمغني إبراهيم حامدي.