ما ترقع
حدثت ضجة إعلامية كبيرة في أغسطس 2020، حين وافق مجلس الوزراء على منح وزير المالية السابق براك الشيتان معاشاً استثنائياً، وانتقد النائب راكان النصف، في ذلك الوقت، منح الوزير مثل ذلك المعاش، وقال: كيف يُعقل أن يُمنح هذا الوزير معاشاً استثنائياً، بينما الوزير ذاته كان داعياً لوقف الرواتب الاستثنائية العالية؟لعل الوزير الشيتان الذي كان يستعد لاستجواب برلماني ظروفه الخاصة التي أملت عليه أن يطالب صراحةً بمعاش استثنائي، فهو لم يكن من «ذوي الحيثيات» المرضيّ عنهم عادة كي يصل إلى هذا المنصب، ولم يكن يستند إلى ظهر سياسي قوي يدعمه من جماعات النافذين الذين يرشّحون ولد فلان وعلان في مراكز حساسة وعالية في الدولة، وتسارع السلطة السياسية عادة لتلبية رغباتهم، فتجد مثل تلك الفلتات المالية الاقتصادية لا تنتقل من مكان «دسم» حتى تصل إلى مكان أكثر دسامة، فحظوظهم دائماً فوق النخل.
لكن تبقى حكاية المعاش التقاعدي الاستثنائي مثيرة مثل مسألة الرواتب الاستثنائية، التي لا يمكن وصفها كرواتب، هي مصدر ثروة للمحظوظين الذين تقرر لهم وكأنهم خبراء مديرون في مؤسسات مالية أميركية ضخمة حققوا بإدارتهم أرباحاً هائلة لمثل تلك الشركات، بينما في الكويت لا نجد لدى جماعات المحظوظين هنا أي موهبة خاصة، غير أنه يعرف أمور الرزة السياسية، وأيضاً يكون قريباً لكبير أو يدور في فلك أهل الحظوة. كلام كثير يدور الآن في مواقع التواصل عن معاشات تقاعدية استثنائية ضخمة تم صرفها للبعض، فما أساس صرفها وما هي الخدمات الكبرى التي قدّمها مثل هؤلاء لوظائفهم؟ بكلام آخر، ما هي معايير صرف تلك المعاشات العالية لهم، هل كانت لديهم أوسمة خاصة غير وسام «إن حبتك عيني» تم نيله بجدارات المعارف الخاصة؟! عمرها ما ترقع.