مظفر راشد: «الأمير»... كتاب حول العقيدة السياسية للشيخ عبدالله السالم

يعرض محطات من سياساته في ملفات تم انتقاؤها كـ «دراسة حالة»

نشر في 13-10-2022
آخر تحديث 13-10-2022 | 00:01
غلاف الكتاب - المؤلف مظفر عبدالله راشد
غلاف الكتاب - المؤلف مظفر عبدالله راشد
كانت الأعمال غير العادية التي أنجزها عبدالله السالم دافعاً للمؤلف لاختيار هذا اللقب عنواناً للكتاب، الذي عرض لمحطات من سياسات الأمير، في ملفاتٍ يذكر أهم تفاصيلها ويخلُص إلى طبيعة النتائج التي انتهت إليها بفضل أدائه السياسي المميز.
في هذا الكتاب، يعرض المؤلف مظفر عبدالله راشد محطات من سياسات الشيخ عبدالله السالم في ملفات تم انتقاؤها كـ «دراسة حالة»، ويذكر لأهم تفاصيلها ويخلُص لطبيعة النتائج التي انتهت إليها بفضل أدائه السياسي المميز، كما يتضمن محوراً يتعلق بخصال الأمير الذاتية والسلوكية، والتي يتبين للقارئ أنها لصيقة بطريقته في الحكم وإدارة شؤون البلاد، إضافة إلى محاور «الاتحاد الهاشمي، والرفض الناعم لفخّ مياه شط العرب، ومعركة استقلال القضاء، والمال والنفط والإنكليز، والاستقلال والتعاطي مع ظروفه».

لقد أسهم الأمير في خلق حالة تشاركية - سياسية واجتماعية - بشكل طوعي مبنيّ على قناعة وعقيدة راسخة عنده تجاه دور الشعوب في بناء بلدانهم وإنقاذها من المهالك، وكان لهذه الميزة التشاركية الأثر الأكبر في أن ينجح الكويتيون بصناعة تاريخهم وهويتهم بشكل يرتضونه ويقبلون به، وهذا ما يحنّ إليه شعب الكويت اليوم من رغبة جامحة لاسترجاع مفاصل ذلك الزمن، زمن الاعتداد بالنفس وبالهوية، زمن الحسم والقرارات المصيرية، وزمن وجه الكويت المدني الذي تم تسويقه عبر منصات عديدة؛ سياسية عبر «دور الوسيط النزيه»، واقتصادية عبر «المساعدات التنموية»، وثقافية حضارية عبر «المجلات والصحف وحركة الطباعة والحراك الفني والتعليمي».

لقد ورث الشيخ عبدالله السالم تاريخا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا من الفترات الزمنية التي سبقته، كان في طياتها علامات واضحة احتاجت إلى إنضاج، ومن بينها:

1- تدعيم الرغبة الجامحة لدى الكويتيين في أن يبقوا أحراراً في قراراتهم، وإدارتهم لحياتهم الاقتصادية ومن دون تدخّل فجّ من قبل من يعرض حماية الكويت، وأحياناً في صد هذا التدخل بكل شجاعة واقتدار، كما يعرض له هذا الكتاب.

2 - إنعاش حالة الحراك المجتمعي التي تميّز بها المجتمع الكويتي منذ القدم والعناية بها من أجل الوصول إلى صك الاستقلال السياسي للدولة وتثبيتها في المجتمع الدولي كدولة ذات سيادة.

كانت هاتان السمتان حاضرتين في أكثر عهود حكام الكويت مع اختلافات تفصيلية بين عهد وآخر، لكن فترة حكم الشيخ عبدالله السالم (1950- 1965) كانت قد أفصحت عن وضع لا يحتمل إلا اتخاذ القرارات الكبيرة وبشجاعة قلّ نظيرها، فعهده عهد إدارة الظروف وفقاً لأقصى درجات الميل للمصلحة الكويتية، وقد تحقق ذلك بنسب وهوامش مرضية وكافية لإنضاج حدث الاستقلال عام 1961، بفضل الإيمان بفكرة العقد «الاجتماعي - السياسي» بين الشعب والشرعية السياسية اللذين هما عمود الخيمة لدولة الكويت.

لقد كانت الأعمال غير العادية التي أنجزها عبدالله السالم دافعاً للمؤلف لاختيار هذا اللقب عنواناً للكتاب.

back to top