في وقت تبحث إدارته عن مخرج للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتخفيف حدة تصعيده لغزو أوكرانيا قبل أن يلجأ إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل، شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن على أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين «أساء تقدير» قدرة قواته على احتلال أوكرانيا، و«حساباته أخطأت تماماً» بالنسبة للمقاومة التي كان يتوقّع أن يواجهها.وقال بايدن، خلال مقابلة مع شبكة CNN بعد قصف موسكو العنيف لأهداف مدنية في اوكرانيا في أخطر تصعيد منذ بدء الغزو قبل 7 اشهر: «أعتقد أنّه شخص عقلاني أساء التقدير بشكل كبير، وقلّل من شراسة المقاومة الأوكرانية، إذ إنه كان يعتقد أنّه سيُستقبل بالأحضان، وأعتقد أنّ حسابته أخطأت تماماً».
من ناحية أخرى، قال الرئيس الأميركي، إنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي سيستخدم سلاحا نوويا تكتيكيا في الحرب الدائرة في أوكرانيا. وأضاف: «أعتقد أنه من غير المسؤول بالنسبة له أن يتحدث عن ذلك، فكرة أن زعيما عالميا لواحدة من أكبر القوى النووية في العالم يقول إنه قد يستخدم سلاحا نوويا تكتيكيا في أوكرانيا». وأضاف أنه حتى تهديدات بوتين لها تأثير مزعزع للاستقرار، محذرا من أخطاء التقدير المحتملة التي قد تترتب على ذلك.وأعلن بايدن أنّه ليست لديه «أيّ نيّة» للقاء نظيره الروسي خلال قمة مجموعة العشرين المقرّرة في اندونيسيا الشهر المقبل، لكن من دون أن يستبعد تماماً هذه الإمكانية، إذ قال إنّ «الأمر مرهون» بالظروف.
صف واحد
من ناحيته، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن اعتداءات روسيا عمقت قرار الأوكرانيين بالدفاع عن أنفسهم، مشدّداً على أن حلفاء أميركا وشركاءها يقفون صفا واحدا في مواجهة تهديدات بوتين «غير المسؤولة».وأشاد أوستن، الذي كان يتحدث في بداية اجتماع يركز على أوكرانيا في مقر حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل، بالمكاسب العسكرية الأوكرانية منذ سبتمبر، ووصفها بأنها «استثنائية وغيّرت ديناميكيات الحرب»، متعهدا بأن واشنطن ستواصل تعزيز الدفاعات الأوكرانية لمواجهة التطورات الأخيرة. وقال إن الضربات الصاروخية الروسية على أوكرانيا كشفت «حقد حربها ووحشيتها»، ووحّدت المجتمع الدولي لدعم جهود أوكرانيا العسكرية للدفاع عن نفسها.ويلتقى وزراء دفاع (الناتو)، في اجتماع يستمر يومين، ويركز على دعم التحالف لأوكرانيا. وذكر الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أن «مقر الناتو يستضيف وزراء الدفاع في لحظة محورية لأمننا».فتح الصنبور
وفي كلمة ألقاها في منتدى «أسبوع الطاقة الروسي» المنعقد حاليا في موسكو، قال الرئيس الروسي، أمس، إن بلاده تعتزم إبقاء معدلات إنتاج وصادرات النفط عند المستويات الحالية حتى عام 2025، مضيفا أن موسكو لن تتخلى عن مكانتها الرائدة عالميا في سوق الطاقة العالمية رغم العقوبات الغربية.وأشاد أيضا بمجموعة «أوبك +»، التي أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستخفض الإنتاج في محاولة للحفاظ على ارتفاع أسعار النفط، مؤكدا أن روسيا تنوي مواصلة العمل مع منظمة «أوبك» التي تقودها السعودية.وأضاف أن موسكو لا علاقة لها بارتفاع أسعار الطاقة في أوروبا، واتهم الاتحاد الأوروبي بالترويج للطاقة الخضراء على حساب تطوير قطاع النفط والغاز.وشجب الرئيس الروسي عمليات التسرّب التي أصابت خط أنابيب الغاز «نورد ستريم» الذي يربط روسيا بألمانيا، واعتبر أنها «إرهاب دولي»، مؤكداً أنّها تخدم مصلحة الولايات المتحدة وبولندا وأوكرانيا.في المقابل، أعلن الرئيس الروسي، أن موسكو مستعدة لتزويد أوروبا بموارد الطاقة، بما في ذلك في الخريف والشتاء القادمين، مضيفا: «القرار يعود إلى الدول الأوروبية، وكما يقولون الكرة في ملعب الاتحاد الأوروبي، وإذا أرادوا، فسيتعين فتح الصنبور فقط هذا كل شيء».والشهر الماضي، تعرضت 3 أنابيب من «نورد ستريم 1 و2» لانفجارات مازالت غامضة.بولتون يهدد بوتين بمصير قاسم سليماني
قال مستشار الأمن القومي الأميركي السابق، جون بولتون، إن الولايات المتحدة قد تغتال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إذا لجأ لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا.وأضاف، في مقابلة أجرتها محطة «إل بي سي نيوز» الإذاعية البريطانية: «إننا بحاجة إلى أن نوضح أنه في حال أمر بوتين باستخدام السلاح النووي التكتيكي، فإنه يوقع بذلك على مذكرة انتحاره»، مضيفاً: «أعتقد أن هذا ما قد يتطلبه الأمر لردعه، إذا وقع تحت ضغط ظروف قاسية».وتابع بولتون: «يمكنك أن تسأل قاسم سليماني في إيران عما حدث، عندما قررنا أن شخصاً ما يمثل تهديداً للولايات المتحدة»، إذ قتل سليماني بغارة أميركية في بغداد في عام 2020.وأضاف: «لا يمكن أن نسمح باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا أو أي مكان آخر من إرهابيين مثل إيران وكوريا الشمالية، ولا من روسيا أو الصين، من دون أن نحمل الشخص الذي اتخذ القرار كامل المسؤولية». وأشار إلى أن «هناك مقترحات كثيرة لتدمير القوات الروسية داخل أوكرانيا وأسطول البحر الأسود وغيرها، لا أختلف على ذلك، لكن يجب ردع الشخص الذي يتخذ ذلك القرار منذ البداية».
وفي حين ذكرت صحيفة «بانكوك بوست»، امس، أن بوتين قبل دعوة تايلند لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المقرر عقدها في العاصمة التايلندية بانكوك، أعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف انه «لم يتخذ الجانبان الروسي والأميركي أي مبادرات لتنظيم اتصالات ثنائية على أعلى مستوى»، مشيرا إلى أنه يمكن الحديث عن تلك «المفاوضات الافتراضية إلى ما لا نهاية»، إلا أنه من الأفضل ترك هذه المادة للمحللين السياسيين. وأضاف: «حتى الآن لا يسعنا إلا أن نعلن أنه لم تكن هناك أي مبادرات، لا من جانبنا، ولا من جانب الأميركيين».وأكد بيسكوف من ناحية أخرى، أن الإمارات تلعب «دورا مهما إلى حد كبير» في عملية تبادل الأسرى بين موسكو وكييف.وأعلن الكرملين أمس أنه يتوقع ان يعرض الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمام بوتين اليوم في كازاخستان اقتراحا ملموسا يتصل بوساطة حول النزاع في أوكرانيا، فيما قال يوري يوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية، أن بوتين سيجتمع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد في كازاخستان.انتصارات جديدة
ميدانياً، وفي آخر انتكاسة للجيش الروسي الذي يتراجع في الجنوب وفي الشمال الشرقي وفي الشرق منذ بداية سبتمبر، أعلنت أوكرانيا أمس، استعادة 5 بلدات في مقاطعة بيريسلاف الواقعة في منطقة خيرسون جنوب البلاد، والتي تعدّ إحدى المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمّها.وبعد يومين على القصف الروسي الذي استهدف بشكل خاص البنية التحتية للطاقة الأوكرانية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والماء الساخن عن القرى والبلدات، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أن بلاده بدأت في تلقّي أنظمة الدفاع الجوي التي كانت تطالب بها منذ أشهر لإسقاط الصواريخ الروسية بشكل أكثر فعالية.وقال ريزنيكوف: «بدأت حقبة جديدة من الدفاع الجوي في أوكرانيا»، مضيفاً أن «إيريس- تي الألمانية هنا بالفعل. ناسامز الأميركية ستأتي بعدها».وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع افتراضي لمجموعة السبع، بالمساعدة في إنشاء «درع جوي» فوق أوكرانيا.موسكو: «تفجير القرم» بدأ منذ أغسطس
أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي، أمس، أنه اعتقل 8 من المشتبه فيهم، 5 روس و3 مواطنين أوكرانيين وأرمن، للاشتباه في مشاركتهم في تجهيز الهجوم التفجيري الذي ضرب جسر القرم السبت.وذكر الجهاز، في بيان، أن المتورطين «عناصر بمديرية الاستخبارات المركزية في وزارة الدفاع الأوكرانية، ورئيسها كيريل بودانوف وموظفون وعملاء لها». وجاء في البيان أنّ «عميلاً من كييف نسّق نقل المتفجّرات وكان على اتصال بجميع الوسطاء»، مضيفاً: «تمّ إخفاء العبوة الناسفة في 22 قطعة من اللفائف البلاستيكية بوزن إجمالي يصل إلى 770.22 كيلوغراماً».وأشار إلى أنه تمّ إرسال المتفجّرات في أوائل أغسطس في زورق انطلق من ميناء أوديسا في أوكرانيا إلى ميناء روسيه في بلغاريا. ثم نُقلت إلى ميناء بوتي في جورجيا، ليتمّ شحنها إلى أرمينيا قبل وصولها برّاً إلى روسيا.وأشار جهاز الأمن الفدرالي إلى أنّ العبوة الناسفة دخلت روسيا في 4 أكتوبر في شاحنة مسجّلة في جورجيا، قبل أن تصل في 6 أكتوبر، أي قبل يومين على الانفجار، إلى كراسنودار الروسية المتاخمة لشبه جزيرة القرم. ورأى المتحدث باسم وزير الداخلية الأوكراني آندريه يوسوف الاتهامات الروسية بأنها «هراء برمته». ووصف يوسوف جهاز الأمن الاتحادي الروسي ولجنة التحقيق الروسية بأنهما «هياكل وهمية تخدم نظام بوتين، لذلك لن نعلق بالتأكيد على تصريحاتهما».