بحضور عسكري ودبلوماسي وشعبي كبير، نظمت السفارة المصرية لدى البلاد احتفالية بمناسبة الذكرى الـ 49 لانتصارات أكتوبر.وفي هذا السياق، قال رئيس هيئة التعليم العسكري في الجيش الكويتي اللواء الركن فهد الطريجي: «نحتفل بذكرى ترتفع فيها الهامات وتزهو الصدور فخراً وعزة وشموخ»، ناقلا تهنئة القيادة العسكرية الى مصر بذكرى «ملحمة التضامن العربي صانع الانتصارات والأمجاد التاريخية».
وتابع: «لقد تجسدت أروع ملاحم التعاون العربي بانتصارات أكتوبر الناصعة في تاريخ العسكرية المصرية والعربية، بمواجهة العدو الإسرائيلي، وتحطمت أسطورة خط بارليف المنيع والجيش الذي لا يُقهر. كما نستذكر في هذا اليوم التنسيق المصري مع الأشقاء في الدول العربية، وكيف كان للتضامن العربي دور فاعل وأساسي، أعاد للذاكرة العالمية أمجاد العرب في الحروب والمعارك العسكرية، فقد كانت حرب أكتوبر تجسيداً حقيقيا للمواجهة العربية الموحدة في وجه العدوان».
شلتوت: تلاحم جسّده 42 شهيداً كويتياً
وصف السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت حرب أكتوبر بأنها «ذكرى النصر والعبور من اليأس إلى الأمل»، لافتاً إلى أنها «حرب الكرامة واستعادة الثقة بالنفس، وحرب السلام والبناء». وفي تصريح على هامش الاحتفالية، وصف شلتوت العلاقات الكويتية ـ المصرية بأنها «تاريخية وتعود إلى عقود طويلة»، مشيراً إلى أن «التواصل بين البلدين والشعبين الشقيقين لن ينقطع وهناك تلاحم بينهما تجسّد في مشاركة الكويت بثلث جيشها في حرب الاستنزاف حتى العبور، مما أسفر عن استشهاد 42 من عناصر الجيش الكويتي، وهذا يؤكد على الملاحم بين البلدين».
وقال إن الحكومة الكويتية قررت إرسال قوة بشكل عاجل للمشاركة في الحرب على الجبهة السورية أطلق عليها اسم «قوة الجهراء»، وعُيّن وقتها المقدّم علي المؤمن آمراً لها، كما شارك «لواء اليرموك» على الجبهة المصرية بكفاءة واقتدار بلواء مدرع ومدفعية متقدمة مع الأشقاء في مصر، حيث استمرت المشاركة بالقتال حتى وقف إطلاق النار، مضيفاً أن القوات الكويتية اشتبكت في مواجهات عدة مع القوات الإسرائيلية في معركة أكتوبر، وكانت المدفعية الكويتية المتطوّرة آنذاك توفّر غطاء نارياً للقوات السورية».وتابع: «لقد كانت حرب أكتوبر ملحمة سطرت أعظم أمجاد التاريخ، نستذكر فيها الانتصارات التي حققها المقاتلون الكويتيون مع أشقائهم المصريين، كما نستذكر دور الأحياء منهم أطال الله في أعمارهم والشهداء من أبناء الكويت الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم».من جانبه، قال رئيس مكتب الاتصال العسكري المصري لدى البلاد، العميد محمد رجب، في كلمة مماثلة إن الكويت قدّمت خيرة شبابها وقادتها لمعاونة إخوانهم في تحرير أرض سيناء بإشراك لواء اليرموك الذي كان يمثّل ثلث الجيش الكويتي في ذلك الوقت من بعد هزيمة يونيو 1967 إلى أن تحقق النصر في أكتوبر 1973.وأضاف العميد رجب أنه في حرب أكتوبر 1973 تجلت أسمى معاني الوحدة والترابط والاخوة الصادقة التي «تظهر وقت الشدائد بين أمتنا العربية»، معربا عن تقديره لـ «كل أخ عربي ساهم في تحقيق النصر وضحى بدمائه الطاهرة لأجل نصرة مصر والأمة العربية».وأكد أن بلاده استطاعت تثبيت أركان الدولة وإعادة الاستقرار والثقة والهدوء للمجتمع المصري وإرساء أسس التنمية الاقتصادية الشاملة ومواجهة الواقع والتعامل معه بكل شفافية، من خلال العلم وبذل الجهد والعمل الدؤوب والثقة بالنفس، مع استمرار التطلع إلى مستقبل أفضل.تكريم عدد من أبطال أكتوبر الكويتيين
تضمن الاحتفال تكريم عدد من أبطال أكتوبر من أبناء الكويت وهم: عميد متقاعد عبدالله أحمد المقلد وعميد متقاعد سعدي فالح الشمري واسم النقيب شهيد احمد نصار، وعبد الحميد زقزوق مراسل عسكري خلال حرب الاستنزاف.كما تم عرض فيلم عن حرب أكتوبر والإنجازات التنموية المصرية في شتى المجالات في عهد الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي.حضر الاحتفال سفير مصر بالكويت أسامة شلتوت ولفيف من الملحقين العسكريين للدول العربية والأجنبية وسفراء الدول وكبار الكتاب والإعلاميين وأعضاء الجالية المصرية بالكويت. وعلى هامش الاحتفال تم تدشين معرض لمجسمات لآليات عسكرية شاركت في حرب أكتوبر.