ظلام الديموقراطية
انتهت الانتخابات واختار الشعب أعضاءه، ورغم أن هذه الاختيارات لم تعجبني شخصياً، والشارع بشكل عام ليس مستبشراً كثيراً بالأحوال السياسية، فإنها الديموقراطية التي لعبت فينا و(بحسبتنا) كما يقال بالعامية وبسياستنا بشكل أخص، حتى أنني أحيانا أتخيل الحياة السياسية مريحة جداً بعيداً عن العمل الديموقراطي والمجلس بأكمله، خصوصا أن لدينا حكامنا العادلين المحبين لهذا الوطن وأبنائه، وكلنا نسمعهم ونطيعهم في كل الظروف والأوقات، حفظهم الله وأدامهم لنا. لكن هذه الديموقراطية حلت علينا وصار الكل ينادي بها ليس في الحياة السياسية فقط، بل حتى في الحياة العامة وكل المجالات، فحتى الصغار في المدارس أو في المنازل باتوا يستخدمونها في سياق الحديث، وعند الإحساس بأي نوع من القمع أو التزمّت أو القوانين أو الالتزام تُطلَب الديموقراطية معيناً ومساعداً لنيل المطالب والرضا. وأحد أسباب سوء الأحوال السياسية والخلاف المزمن بين الحكومة والمجلس هو وجودها، ومن خلالها تظهر الحزبية والتكتلات والمطالبات غير الشرعية وغير الدستورية وغير العقلانية أحيانا، فنرى حال المجلس الآن في انقسام وتكتلات لا نعلم إلى أين ستصل بنا، حتى بت أرى ظلاما مخيفاً، ووصلت الحال إلى التفرقة بالجنس بين المرأة والرجل في المجلس، فهل حقا كل هذا التعسف من أجل خدمة الوطن؟ إنه سؤال يطرح نفسه لديّ ولدى الكثيرين من أبناء الكويت، أو أن منافع الحزب والكتلة والتيار والطائفة هي المنتفعة فقط؟ لا أعلم. لذلك يجب وضع الكويت في قلوبنا وعقولنا قبل أي أمر آخر وفي أي خطوة نخطوها، ويجب التفكير في مصلحة البلد والتنمية، فخدمة أبنائه هي الهدف، على عكس ما أراه قبيل بدء المجلس لا سيما مطالبات النواب قبل القسم، فهي مطالبات لا ترجع بفائدة على المواطن أوالمجتمع أو البلد بأكمله وتطوره، أو تساعد في تنمية التعليم أو الصحة أو غيرها من المطالب المهمة، فرفقا بالكويت يا أبناءها البررة.