الغرب يهدد بالقضاء على الجيش الروسي إذا استخدمت موسكو «النووي»
اجتماع نووي لـ «الناتو» و143 دولة تدين «الضم» الروسي
بوتين يتمنى لأمير قطر النجاح في المونديال... وإردوغان يقترح هدنة لوقف إراقة الدماء
مع استمرار تعهد الغرب بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وخصوصاً أسلحة الدفاع الجوي، بعد ضربات انتقامية عنيفة هذا الأسبوع أمر بها بوتين رداً على انفجار بجسر في شبه جزيرة القرم، اجتمعت «مجموعة التخطيط النووي» السرية التابعة للحلف الأطلسي، في حين جددت واشنطن وقوفها للدفاع عن جميع الدول الأعضاء في الحلف.
حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل موسكو من أنه سيتم «القضاء» على جيشها من جراء الرد العسكري الغربي في حال استخدم الرئيس فلاديمير بوتين أسلحة نووية في أوكرانيا.وقال بوريل، في افتتاح أكاديمية دبلوماسية في بروكسل، إن «بوتين يقول إنه لا يخادع، ولا يمكنه الخداع، ويجب أن يكون واضحاً أن الناس الذين يدعمون أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء والولايات المتحدة وحلف الناتو، هم بدورهم لا يخادعون»، مضيفاً أن «أي هجوم نووي ضد أوكرانيا سيولد رداً، ليس نووياً بل رد قوي عسكري من شأنه القضاء على الجيش الروسي».من ناحيته، ذكر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس، أن الظروف التي قد يضطر فيها الحلف إلى استخدام أسلحة نووية «بعيدة جداً»، مضيفاً أنه ستكون هناك «عواقب وخيمة» إذا استخدمت روسيا مثل هذه الأسلحة.
وأوضح ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي خلال اجتماع لوزراء دفاع الحلف: «ستكون هناك عواقب وخيمة إذا استخدمت روسيا أسلحة نووية، وأي نوع منها ضد أوكرانيا»، مضيفاً «لن نتطرق إلى كيفية ردنا، لكن ذلك سيغير جذرياً طبيعة الصراع، وسيعني أن خطاً فاصلاً بالغ الأهمية قد تم تجاوزه» في إشارة للحرب في أوكرانيا.ولفت إلى أن الغرض الأساسي من الردع النووي لدى حلف الأطلسي هو الحفاظ على السلام ومنع التعدي على الدول المتحالفة فيه، وبالتالي فإن الملابسات والظروف التي تدفعه لاحتمال استخدام السلاح النووي «بعيدة جداً». إلى ذلك، تمنى بوتين، خلال مشاركته أمس في مؤتمر «التفاعل وبناء الثقة بآسيا»، في كازاخستان، التوفيق لقطر في استضافة المونديال، عند لقائه أميرها الشيخ تميم بن حمد. كما التقى الرئيس الروسي نظيريه الفلسطيني محمود عباس والتركي رجب طيب إردوغان الذي اقترح عليه هدنة في أوكرانيا.وفي كلمته أمام المؤتمر، قال بوتين إن العالم أصبح متعدد الأقطاب، وباتت آسيا تلعب الدور الرئيسي في هذا النظام الجديد.
تفاصيل الخبر:
في مستهل اليوم الثاني للقاءات وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، اجتمعت «مجموعة التخطيط النووي» السرية التابعة للحلف، أمس، في وقت يمضي الحلف العسكري قدما في خططه لإجراء مناورة نووية الأسبوع المقبل، في حين جددت الولايات المتحدة تأكيد دعمها التام ووقوفها للدفاع عن كل الدول الأعضاء في الحلف، تجاه أي اعتداء روسي.ومجموعة التخطيط النووي، هي الهيئة العليا المعنية بالمسائل النووية وتتولى القضايا المرتبطة بقوات الحلف النووية.وترأس وزراء الدفاع الحلف الجلسة، التي تعقد عادة مرة أو مرتين في السنة، في مقر «الأطلسي» ببروكسل. ويراقب «الناتو» بحذر تحركات روسيا، لكنه لم يشهد حتى الآن أي تغيير في وضعها النووي.لكن هذا الغموض الإضافي يأتي من حقيقة أن روسيا من المقرر أن تجري تدريباتها النووية الخاصة قريباً، ربما بشكل متزامن مع المناورات الأطلسية أو بعدها مباشرة، وفقاً لدبلوماسيين في «الناتو».وصرح وزير الدفاع البريطاني بن والاس للصحافيين بأن «روسيا ستجري أيضاً تدريباتها السنوية، على ما أعتقد، بعد أسبوع من التمرين السنوي أو بعده مباشرة، لكن ما لا نريده هو القيام بأشياء خارج الأعمال الروتينية».وتقام مناورات «الناتو»، التي يطلق عليها اسم «ستيدفاست نون»، في الوقت نفسه تقريبا من كل عام وتستمر لمدة أسبوع. من ناحيته، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن بلاده ستدافع عن كل شبر من أراضي دول الناتو وبكل قوة إذا دعت الحاجة، مضيفاً أنه أبلغ الناتو عزم الإدارة الأميركية المضي قدما في دعم أوكرانيا عسكريا مهما كلف الأمر.وأفادت وكالة DPA الألمانية، بأن 14 دولة من الدول الأعضاء في «الناتو» وقعت في بروكسل مذكرة حول إنشاء نظام «الدرع الصاروخية الأوروبية» الدفاع الجوي الأكثر تقدما.ودفعت التعهدات الجديدة موسكو إلى معاودة إطلاق التحذيرات من أن مساعدة الدول الغربية تجعلهم «طرفا مباشرا في الصراع» وأن قبول أوكرانيا في الحلف العسكري قد يشعل حربا عالمية ثالثة، حسبما أعلن، أمس، نائب أمين مجلس الأمن الروسي ألكسندر فينيديكتوف.الجمعية العامة
يأتي ذلك، غداة تصويت الجمعية العامة للأمم المتّحدة بغالبية كبيرة على مشروع قرار يدين ضمّ روسيا «غير القانوني» مناطق أوكرانية بعد أن استخدمت موسكو حقّ النقض ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن.واعتمدت الجمعية العامة القرار بأغلبية 143 صوتاً مقابل 5 دول بينها سورية صوّتت ضدّه، لكنّ 35 دولة بينها امتنعت عن التصويت، من بينها الصين والهند وجنوب إفريقيا وباكستان والجزائر.ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن قرار الأمم المتحدة بأنه رسالة إلى موسكو مفادها أنه لا يمكنها محو دولة ذات سيادة من الخريطة. في المقابل، اعتبر، أمس، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قرار الأمم المتحدة «معادياً لروسيا»، مضيفا أنه اتخذ باستخدام «الترهيب الدبلوماسي».انتقادات واشنطن
وفي كلمة ألقاها، أمس، أمام قمة «مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا» (سيكا)، المنعقدة في عاصمة كازاخستان، أستانا، بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وأمير قطر تميم بن حمد والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى جانب عدد من قادة الدول، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ما يقوض الأمن في آسيا هو الوجود الأميركي. ورأى أن العالم بدأ يصبح اليوم متعدد الأقطاب، وآسيا تلعب الدور الأهم في هذا النظام الجديد.كما تمنى الرئيس الروسي خلال اجتماعه مع أمير قطر على هامش قمة أستانا، التوفيق في استضافة الدوحة مونديال 2022 الذي سيقام بين 20 من نوفمبر و18 من ديسمبر المقبلين.وقال بوتين لتميم «سنبذل ما في وسعنا من اجل نقل خبرتنا في الاعداد للبطولة العالمية لكرة القدم». من ناحيته، أعلن الديوان الأميري القطري أن تميم ناقش مع بوتين الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على الأمن الغذائي وعلى أسواق الطاقة وكذلك الوضع في ليبيا وسورية ومحادثات إيران النووية.كما أكد الرئيس الروسي خلال اجتماع مماثل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على هامش القمة، ثبات موقف بلاده بشأن القضية الفلسطينية «الذي لم يتغير ويستند إلى الشرعية الدولية». ومن جانبه، أشاد عباس بالموقف الروسي حيال القضية الفلسطينية، معرباً عن ثقته بثبات هذا الموقف. وفي وقت تراجعت الإمدادات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي جراء العقوبات وتسرب الغاز في خطي أنابيب «نورد ستريم» 1و 2، اقترح الرئيس الروسي على نظيره التركي أن تنشئ موسكو «مركزا للغاز» في تركيا لتصدير الغاز إلى أوروبا. بدوره، دافع الرئيس التركي عن علاقات بلاده الاقتصادية مع موسكو، واعدا خلال لقاء مع نظيره الروسي بمواصلة تصدير الحبوب الأوكرانية.وذكر الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيسين الروسي والتركي «لم يبحثا سبل تسوية الصراع بين روسيا وأوكرانيا». وكان إردوغان اقترح قبل لقاء بوتين هدنة للمساعدة في وقف إراقة الدماء في أقرب وقت ممكن والحفاظ على الزخم الذي تم إحرازه على الرغم من الصعوبات في الميدان، مشيراً إلى أنه «يمكن تحقيق سلام عادل من خلال الدبلوماسية».ماكرون و«النووي»
وفي أول حديث له عن عقيدة بلاده للردع النووي، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن باريس لن ترد بنشر أسلحة نووية، حتى لو لجأت روسيا إلى نشرها تكتيكياً ضد أوكرانيا. وفي مقابلة مباشرة مع محطة «فرانس 2» التلفزيونية، أوضح ماكرون أن «عقيدتنا تستند إلى المصالح الأساسية للأمة. تم تحديدها بوضوح، ولن تتأثر بشكل مباشر أبدا، على سبيل المثال، إذا وقع هجوم نووي بالستي في أوكرانيا، أو المنطقة»، مكتفياً بالتذكير بأنّ فرنسا أيضاً هي دولة «تمتلك» القنبلة الذرية وتؤمن بـ «الردع» النووي.وقال: «اليوم، قبل كل شيء، على بوتين أن يوقف هذه الحرب ويحترم وحدة أراضي أوكرانيا ويعود إلى طاولة المفاوضات»، مؤكّداً أنّه لا يريد اندلاع «حرب عالمية».وتعهّد ماكرون بتوفير «رادارات، وأنظمة صواريخ مضادة للطائرات لحماية الأوكرانيين من الهجمات، وخصوصا لحمايتهم من هجمات الطائرات من دون طيار».وفي المقابلة، حرص الرئيس الفرنسي على توجيه تحذير إلى نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنيكو الذي يعتبر أحد أبرز حلفاء بوتين، مؤكّداً أنّ مينسك ستواجه «مشاكل» إذا انخرطت أكثر في الحرب الدائرة في جارتها.وبينما اعتبر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أنه «لا يمكن عقد لقاءات دبلوماسية مع روسيا، ولا احترام قائد مثل بوتين، الذي لا يحترم القانون الدولي«، دعا زيلينسكي في كلمة ألقاها عبر الفيديو خلال جلسة الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، إلى محاكمة «كلّ معتدٍ وسفّاح»، مجدِّداً رغبته في تشكيل محكمة دولية ضدّ موسكو، داعياً فرنسا وإيطاليا إلى تزويد أوكرانيا بالدفاعات الجوية. وتأتي تصريحات زيلينسكي بعد ساعات قليلة من إعلان وزارة الدفاع البريطانية، أمس، أنّها ستزوّد أوكرانيا بصواريخ إضافية مضادّة للطائرات بما في ذلك، للمرة الأولى، ذخيرة قادرة على إسقاط صواريخ «كروز».قصف بالمسيّرات
وضمن حملة القصف المكثف التي بدأتها روسيا الاثنين، ردا على تفجير جسر القرم، أكد مسؤولون، أمس، أن صواريخ روسية قصفت أكثر من 40 مدينة وبلدة أوكرانية، مشيرين إلى أن طائرات مسيرة انتحارية ايرانية الصنع قصفت منشآت حيوية للبنية التحتية في مقاطعة كييف.وفي موازاة الضربات الصاروخية الروسية، أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا، أن القوات الروسية باتت على مشارف بلدة باخموت بعدما سيطرت على قريتين قرب البلدة ذات الأهمية الاستراتيجية في شرق أوكرانيا.فرنسا تضخ غازها لألمانيا في إطار «التضامن الأوروبي»
في سابقة اعتُبرت «تاريخية»، بدأت فرنسا أمس للمرة الأولى، إرسال الغاز بشكل مباشر إلى ألمانيا في إطار التضامن الأوروبي في مجال الطاقة للتغلب على توقّف شحنات الغاز الروسي.وأعلنت شبكة نقل الغاز الفرنسي «جي آر تي غاز»، في بيان أمس، أنه «في سياق تراجع حادّ لشحنات الغاز الروسي نحو أوروبا، وفي إطار التضامن الأوروبي فيما يتعلق بأمن الطاقة، تحرّكت جي آر تي غاز من أجل تكييف شبكتها، وإضفاء الطابع الرسمي على اقتراح من أجل تسويق نقل الغاز من فرنسا إلى ألمانيا». وبدأت عمليات التسليم الأولى للغاز إلى ألمانيا عند الساعة السادسة بمعدل 31 غيغاوات/ ساعة باليوم، مرورًا بمدينتي أوبرغايلباش (موزي) من الجانب الفرنسي وميديلسهايم من الجانب الألماني، عند نقطة التقاء خطوط شبكة الغاز.ولفتت الشركة إلى أن مستوى المدّ «سيتمّ تقييمه يوميًا حسب ظروف الشبكة»، بسعة قصوى تبلغ 100 غيغاوات/ ساعة باليوم.وأوضحت الشركة أن هذه السعة توازي قوة 4 وحدات نووية وما يعادل 10 بالمئة ممّا تحصل عليه فرنسا يوميًا من الغاز الطبيعي المسال في محطاتها الأربع للميثان، في حين أن نقطة الالتقاء الوحيدة على الحدود الفرنسية - الألمانية كانت مصممة في الأصل للعمل في اتجاه ألمانيا إلى فرنسا، كان من الضروري عكس التدفقات للسماح بهذه الحركة.وقال المدير العام للشركة الفرنسية تياري تروفيه: «هذا الأمر تاريخي، إنها المرة الأولى التي ترسل فيها فرنسا الغاز مباشرة إلى ألمانيا، إذ كنّا نرسل قبل الآن الغاز إلى جارتنا الألمانية عبر بلجيكا».ونفّذت الشركة الفرنسية، بالتعاون مع شركات النقل الألمانية «أوبن غريد يوروب» و»غي آر تي-غاز دويتشلاند» تعديلات تقنية من أجل «جعل التدفق من فرنسا إلى ألمانيا فعالاً».من جهتها، اتخذت ألمانيا إجراءات تنظيمية لاستقبال الغاز الفرنسي الذي يحتوي على نسبة من الكبريت، إذ لا تستخدم الصناعة الألمانية بالضرورة هذا النوع من الغاز.وتعاني ألمانيا نقصا في الغاز الذي تعتمد عليه بشدة في إدارة مصانعها التي تشكّل عصبها الاقتصادي.وتمتلك فرنسا كميات من الغاز أكبر من تلك المتوافرة لدى جارتها، لأنها تستفيد من إمدادات الغاز الطبيعي المسال، خصوصًا من الولايات المتحدة، مما جعل من الممكن جزئيًا ملء مخزونها بنسبة 100 بالمئة لفصل الشتاء.
ماكرون يدعو للعودة إلى المفاوضات وتجنّب اندلاع «حرب عالمية»