تونس: تظاهرات ضد الغلاء... وسعيّد ينذر العملاء
احتشد الآلاف من التونسيين في العاصمة، أمس، بدعوة من «جبهة الخلاص الوطني»، للتنديد بسياسات وإجراءات الرئيس قيس سعيّد، وما آلت إليه الأوضاع في البلاد، محذرين من تداعيات الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخانقة على كل المستويات. وتوافدت أعداد كبيرة من المواطنين إلى العاصمة تونس قادمين من مدن أخرى، رغم التضييقات الأمنية. وقال رئيس «جبهة الخلاص»، أحمد نجيب الشابي، في كلمة له أمام المتظاهرين في شارع بورقيبة، إنّ «قيس سعيّد الآن في عزلة وكل المسارات التي نظمها من استشارة وطنية واستفتاء على الدستور كانت فاشلة»، مؤكداً أن «الآلاف من التونسيين خرجوا اليوم بصوت واحد لكي يقولوا كفى مهانة، وكفى انقلاباً». واتهم الشابي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر» عبير موسي، التي كانت في نفس التوقيت تتظاهر بدورها وسط العاصمة تونس، «تريد استئصال جزء من الشعب وخاصة الإسلام السياسي، ولكن هذه الأفكار لا موطن لها في تونس».
في غضون ذلك، تجمّع مئات المتظاهرين في مسيرة دعا لها «الدستوري الحر» للاحتجاج على إجراء الانتخابات البرلمانية التي دعا إليها الرئيس سعيّد.ووقعت صدامات، ليل الجمعة ـ السبت، في أحد أحياء العاصمة بين عناصر الشرطة ومجموعة من المحتجين إثر وفاة شاب بعد إصابته خلال مطاردة قوات الأمن له قبل أكثر من شهر. ورشق محتجون عناصر الشرطة بالحجارة تزامنا مع تشييع الشاب في حي «العمران الأعلى» المتاخم لضواحي العاصمة التونسية.في المقابل، أكد الرئيس التونسي، أن «الشعب هو صاحب السيادة وسيقرر مصيره بنفسه» في إشارة إلى الانتخابات التشريعية المقررة في 17 ديسمبر المقبل. وقال سعيّد من محافظة بنزرت شمال البلاد أمس: «سأواصل على نفس النهج، وسنعيد المجد لتونس وننقذ الدولة من براثن من يحاولون العبث بمقدرات الشعب وعملاء الخارج». وتأتي تلك التطورات في وقت يكافح التونسيون لتوفير تكاليف المعيشة، إذ ساهمت الأزمة المالية بالدولة في نقص السلع المدعومة بما في ذلك البنزين والسكر والحليب، بالإضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي والبطالة المزمنة.