«الشيوعي» الصيني يفتتح مؤتمره وسط تحديات دولية
ولاية ثالثة لشي جينبينغ ولا تراجع عن «صفر كوفيد» و«ضم» تايوان
يُفتتح اليوم المؤتمر الوطني العشرون للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، وسط حرب أوكرانيا، التي تثير مخاوف من مواجهة نووية، وصعوبات اقتصادية عالمية تهدد بركود حاد، واستمرار اعتماد البلاد سياسة «صفر كوفيد» التي يُعتقَد أنها تؤثر سلباً على الاقتصاد. ومن المؤكد أن المؤتمر، الذي ينتهي في 22 الجاري، سيمنح الرئيس الصيني شي جينبينغ ولاية رئاسية ثالثة مدتها خمس سنوات كأمين عام للحزب الشيوعي، أقوى منصب في البلاد. وقال المتحدث باسم الحزب سون يالي، إن المؤتمر الذي سيُعقَد في قاعة الشعب الكبرى في بكين بحضور نحو 2300 مندوب، سيناقش تعديل ميثاق الحزب، دون ذكر أي تفاصيل.
ويأتي المؤتمر بعد أيام فقط من نشر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن استراتيجيتها للأمن القومي، التي أبقت على مواجهة الصين في أولوية السياسات الأميركية الخارجية، رغم عودة الحرب إلى قلب أوروبا، وتلويح موسكو باستخدام السلاح النووي. وذكر سون يالي في مؤتمر صحافي في بكين، أن الصين تحتفظ بالحق في استخدام القوة ضد تايوان كملاذ أخير في ظروف قاهرة، رغم أن إعادة التوحيد سلمياً هي خيارها الأول. ومن المقرر أن يُعلن، خلال انعقاد المؤتمر، أرقام النمو الاقتصادي الفصلي، الذي يتوقع أن يكون من الأضعف منذ 2020، في ظل القيود المفروضة لمكافحة وباء كوفيد وتبعات الأزمة العقارية.واستبعد يالي تخفيف استراتيجية «صفر كوفيد» خلال المؤتمر، ودافع عن التدابير الصارمة، مشيراً إلى أن الصين لديها تعداد سكاني كبير وكثير من المسنين، وبها تطور غير متوازن إقليمياً ونقص بالموارد الطبية. وظهرت في الأيام الماضية بؤر إصابات جديدة بعثت مخاوف من العودة إلى القيود الصارمة، خصوصاً في شنغهاي، الرئة الاقتصادية والمالية للصين.ورغم كل شيء، لفت المحلل توماس غاتلي من مكتب «غافكال دراغونوميكس» المتخصص في الاقتصاد الصيني، إلى أن «مؤشرات كثيرة انتعشت بشكل جيد نسبياً» بعد تدابير الحجر في الربيع.وأشار جان لوي روكا خبير الصين في معهد العلوم السياسية «سيانس بو» في باريس، إلى أن «الاقتصاد الصيني يواجه مشكلات جوهرية أكثر» تتعلق بعملية تحول النموذج الاقتصادي. فبعد عقود من النمو المبنى على الاستثمارات والتصدير، أوضح أن الصين «لم تعد تريد أن تبقى مشغلَ العالم» بل تطمح إلى «اقتصاد حديث» موجه نحو التكنولوجيات المتطورة والاستهلاك، تكون له قيمة مضافة أكبر.والمشكلة المطروحة، بحسب ما أوضح الباحث أن هذا الاقتصاد الجديد «يجد رغم كل شيء صعوبة في الحلول محل الاقتصاد القديم» والنقطة الأساسية بحسبه هي أنه «قلما يولد وظائف»، وبالتالي «هل سنتمكن من الاستمرار في توظيف كل هذه الطبقة المتوسطة؟»، كلها أسئلة جوهرية مطروحة على الحزب الشيوعي الصيني الذي يستمد شرعيته الرئيسية تحديداً من زيادة القوة الشرائية للمواطنين.