أبناء المهنة المنسيون
جميل أن نعيد البسمة إلى وجوه المنسيين من الإعلاميين، أولئك الذين حملوا القلم واللوحة والكاميرا في خدمة المجتمع والناس ولعقود من الزمن ونسعى إلى لمّ شمل أهل البيت الواحد، ذلك البناء الذي وضعت أساساته على أياديهم وتفانيهم في سبيل ترسيخ قيم المهنة واستمرارها.
![حمزة عليان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/249_1666551729.jpg)
لقد نسيهم رفقاء المهنة، بعد أن كانوا من «صناع الإعلام» وهكذا هي الدنيا، من يغيب عن الكاميرا والعين يصبح في خبر كان، الأمر ليس في الكويت فقط بل ينسحب على باقي المجتمعات، فهناك أجيال صاعدة لا بد أن تملأ الفراغ وتكمل رحلة العطاء، فالدائرة تحتاج إلى من يدخلها ويضخ فيها بما يملك.تذكرت «محبوب» وهو اسم على مسمى ونحن في جلسة صباحية مع أحد المخضرمين من أبناء الكويت الذين عاصروا تاريخ الصحافة منذ الستينيات من القرن الماضي، وراح يستعرض بعض الأسماء بخلاف من رحل عن هذه الدنيا، أين هم اليوم الزملاء: نورية السداني، أحمد النفيسي، صالح الشايجي، صلاح الساير، فيصل الزامل، محمد عبدالقادر الجاسم، وغيرهم بالتأكيد الكثيرون. هي المهنة هكذا قد تلفظ أبناءها وتأتي بآخرين، ويصبح جيل المؤسسين في قاع البئر، لا يقترب منهم إلا من رغب في عدم الانقطاع وأراد التواصل بمن سبق.في هذا السياق أكبرت مبادرة الزميل ماضي الخميس منذ سنوات بتكريم من أمضى ردحاً من الزمن في العمل في الصحافة الكويتية، وهي لفتة إنسانية رائعة لقيت صدى إيجابياً وطيباً، كان حرياً بجمعية الصحافيين وهي «البيت الشرعي والجامع» للعاملين في الصحافة أن تحتضن أبناءها وتعيد لنا وجوههم التي غابت عنا، برد الاعتبار إليهم ووفاء لهم كي تبقى هذه الوقفة حاضرة في وجدانهم وهم أحياء يرزقون.جميل أن نعيد البسمة إلى وجوه المنسيين من الإعلاميين، أولئك الذين حملوا القلم واللوحة والكاميرا في خدمة المجتمع والناس ولعقود من الزمن ونسعى إلى لمّ شمل أهل البيت الواحد، ذلك البناء الذي وضعت أساساته على أياديهم وتفانيهم في سبيل ترسيخ قيم المهنة واستمرارها.دعونا نحيِ هذا التقليد كما يفعل «المحاربون القدماء» وتخصيص يوم في السنة للاحتفاء بهم وتوصيل رسالة لمن سيأتي من بعدهم، بأن الوفاء من شيمة الكبار.