نشر موقع فورين أفيرز الأميركي مقالا لرئيس تحرير الموقع السابق جدعون روز، توقّع فيه أن تنتهي حرب روسيا في أوكرانيا كما انتهت حرب أميركا بفيتنام في عهد الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون.

ودعا روز الغرب ألا يجبر أوكرانيا على الاستسلام جراء «التوهم بأن الحرب ستتصاعد إلى مستويات مرعبة جديدة من المذابح والدمار»، قائلا إن ما سيتم في حرب أوكرانيا سيكون مشابها لما تم في حرب فيتنام، التي انتهت بانسحاب أميركا مهزومة، رغم امتلاكها ترسانة نووية ضخمة. وأضاف روز أن روسيا لن تستخدم الأسلحة النووية في أوكرانيا، وأن تهديدها بالاستخدام أمر منطقي؛ فهو يخيف الناس، ويثير القلق والحذَر في نفوس مؤيدي أوكرانيا، ويحث على دعوات لإجراء مفاوضات مبكرة لدرء الخطر، وكل ذلك بدون تكلفة.

Ad

وأورد الكاتب كثيرا من الأسباب التي تستبعد استخدام روسيا الأسلحة النووية، مؤكداً أن هذه الأسباب هي التي منعت تنفيذ كل التهديدات السابقة منذ عام 1945 لاستخدام السلاح النووي (بعد ناغازاكي وهيروشيما).

وأشار إلى أنه بالاستناد إلى تجربة الحرب في فيتنام، فإن غضب «الكرملين» من الهزيمة أمر مألوف أيضا، ويشبه الطريقة التي تعاملت بها إدارة نيكسون مع حرب فيتنام قبل نصف قرن، إذ لم تنجح قعقعة السيوف الصاروخية ولا تهديده بالقصف النووي، وفي نهاية المطاف، قبلت واشنطن بالواقع وانسحبت من الصراع. ومن المرجح أن تنتهي موسكو إلى النهاية نفسها.

وقال إن من أهم الدروس التي يمكن تعليمها لأولئك المهتمين بطرد قوة نووية أقوى إلى خارج بلادهم تتمثل في أهمية القتال البري الناجح، مضيفا أنه رغم أن الأميركيين يحاولون تحقيق النصر في الحرب من خلال إجراءات غير مباشرة، مثل العقوبات أو القصف أو التهديد بأعمال مدمرة في المستقبل، فإن الحقيقة تظل أن الحروب يتم حسمها في ساحة المعركة.

فقد قادت المهارة العسكرية والشغف لدى الشيوعيين الفيتناميين في الحرب ضد عدو أقوى في النهاية إلى الفوز بها. والشيء نفسه يحدث في أوكرانيا الآن، حيث تدفع القوات الأوكرانية الماهرة والمتحمسة الروس إلى الوراء موقعا تلو الآخر، وقرية تلو أخرى، وإذا استمر هذا التقدم على الأرض، فلن يهم شيء آخر، وستنتهي الحرب في الوقت المناسب. لذا، فإن تمكين أوكرانيا من الاستمرار يجب أن يكون على رأس أولويات واشنطن.

إذا تمكنت أوكرانيا من الاستمرار في الضغط العسكري الكافي، فستبدأ روسيا في مرحلة ما في البحث عن مخرج، وستبدأ لعبة نهاية هذه الحرب بشكل جدي. وبعد ذلك، وليس قبل ذلك، ستبرز الحلول الوسط الضرورية الحتمية من جميع الأطراف، وسيتعين إجراء المفاضلات الصعبة. الحقيقة المركزية لهذه الحرب هي أن أحد الجانبين يتفوق على الآخر في ساحة المعركة التقليدية. يمتلك الجانب الخاسر أسلحة نووية، ومن المرجح أن ينتهي الصراع، كما حدث من قبل، مع بقاء الأسلحة النووية على الهامش وبشكل غير ذي صلة. وبالتالي، قد يكون من بين العديد من ضحايا الحرب في أوكرانيا قيمة وفائدة ترسانات الأسلحة النووية الهائلة التي تحتفظ بها القوى العظمى بتكلفة كبيرة وجهد ومخاطر.

شجار حول الدين

الى ذلك، لا تزال تفاصيل الهجوم الذي استهدف معسكراً روسياً في مقاطعة بيلغورود الروسية المحاذية لأوكرانيا، وأسفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة 15 آخرين بإطلاق نار، غامضة. فبينما أعلن أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، أمس، إن «المهاجمين متطوعان من دولة طاجيكستان (غالبية مسلمة)، وأطلقا النار على الجنود الروس بعد خلاف على الدِّين»، أفادت وزارة الدفاع الروسية بمقتل 11 شخصا وإصابة 15 في عمل وصفته بـ «الإرهابي نفذه مواطنان من آسيا الوسطى في وحدة عسكرية بمقاطعة بيلغورود أثناء التدريبات العسكرية التي يخضع لها المتطوعون الروس، للمشاركة في العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا»، مضيفة أن «المهاجمَين لقيا حتفهما بالرصاص بعد الهجوم».

يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في 21 سبتمبر الماضي التعبئة الجزئية للجيش، تعدّ الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.

وتعرضت بيلغورود، أمس الأول، لقصف أصاب مستودعا للنفط اندلعت فيه النيران. وأمس رصدت القوات المسلحة الأوكرانية، وقوع 16 انفجارا قرب مطار المدينة، واتهم حاكم بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف، على تيليغرام، الجيش الأوكراني المسؤولية عن القصف، مشيرا الى انه تسبب في سقوط 3 جرحى. وشنت القوات الأوكرانية، أمس، جولات من القصف على المناطق التي يسيطر عليها الروس في مقاطعة خيرسون جنوب البلاد.

كما ذكرت إدارة مدينة دونيتسك، المدعومة من روسيا، أن القوات الأوكرانية قصفت المبنى الإداري للمدينة بواسطة صواريخ هيمارس الأميركية. في المقابل، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن الوضع العسكري الميداني قرب باخموت هو «الأصعب» حاليا في شرق أوكرانيا، بعد أيام من إعلان القوات الموالية لروسيا اقترابها من المدينة. وبينما أعلن وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان لوكورنو، في مقابلة مع صحيفة لو باريزيان، أن فرنسا ستدرب ما يصل إلى ألفَي جندي أوكراني على أراضيها، أكد رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك استمراره في دعم الحكومة الأوكرانية، عبر تقديم خدمات «ستارلينك» (الإنترنت الفضائي) مجانا، رغم أنها ما زالت تخسر، بالنظر إلى شركات أخرى تحصّل المليارات، وفق قوله.