شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على أن المملكة العربية السعودية تعمل جاهدة ضمن استراتيجيتها للطاقة على دعم استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية، مؤكدا ضرورة التوصل إلى حل سلمي للحرب الأوكرانية ـ الروسية.وقال الملك سلمان، خلال افتتاحه أعمال السنة الثالثة من الدورة الثامنة لمجلس الشورى عبر الاتصال المرئي، مساء أمس الأول، بحضور ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، إن مكانة المملكة ودورها المحوري على الصعيدين السياسي والاقتصادي وموقعها الاستراتيجي جعلتها دائما في قلب العالم، مواكبة لمستجداته ومساهمة في مواجهة تحدياته ومستثمرة لفرصه ومجالاته.
وأضاف أن «المملكة كانت ولا تزال وسيطة للسلام ومنارة للإنسانية للعالم قاطبة، لمكانتها الرفيعة بين الأمم وريادتها في دعم كل ما فيه خير للبشرية»، مؤكدا التزامها بمساعدة الدول الأكثر احتياجا والدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والأزمات الإنسانية، وأشار إلى أن المملكة تعمل من خلال علاقاتها الثنائية ومع المنظمات والمجموعات الدولية على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات في العالم وصولا إلى عالم أكثر سلمية وعدالة وتحقيق مستقبل واعد للشعوب والأجيال القادمة.
حرب أوكرانيا وإيران
وفيما يخص أزمة أوكرانيا، دعا الملك سلمان إلى «العودة لصوت العقل والحكمة وتفعيل قنوات الحوار والتفاوض والحلول السلمية بما يوقف القتال ويحمي المدنيين ويوفر فرص السلام والأمن والنماء للجميع، وخاصة إنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية». وأضاف أن المملكة «تؤكد موقفها الداعم لكل الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، ووقف العمليات العسكرية بما يحقق حماية الأرواح والممتلكات ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي». ودعا إيران إلى الوفاء عاجلا بالتزاماتها النووية، والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتخاذ خطوات جدية لبناء الثقة بينها وبين جيرانها والمجتمع الدولي.قضية فلسطين
وشدد العاهل السعودي، في الخطاب الملكي السنوي المفصل للسياستين الداخلية والخارجية للدولة، والذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، على أن «أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».هدنة اليمن
وفي اليمن، شدد الملك على أن المملكة «تأمل أن تؤدي الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة تماشيا مع مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة في اليمن، إلى الوصول لحل سياسي شامل وتحقيق السلام المستدام بين الأشقاء في اليمن».وتابع: «نؤكد حرص المملكة ودعمها لمجلس القيادة الرئاسي اليمني بما يحقق لليمن وشعبه الشقيق الأمن والاستقرار»، و«نجدد موقفنا الراسخ والداعم لكل ما يسهم في وقف إطلاق النار بشكل دائم، وبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحوثيين؛ بما يحفظ لليمن سيادته ووحدته وسلامة أراضيه»، مشددا على «ضرورة وقف الانتهاكات الاستفزازية الحوثية المسلحة داخل اليمن».العراق وسورية ولبنان
وأكد العاهل السعودي من جهة ثانية «ان أمن العراق واستقراره ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها»، مضيفا: «تؤكد المملكة دعمها لأمنه واستقراره ونمائه ووحدة أراضيه، وهويته العربية ونسيجه الاجتماعي، وتطوير أوجه التعاون ثنائيا وجماعيا، ومساندته في مواجهة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة».وفيما يتصل بالشأن السوري، أكد العاهل السعودي في كلمته: «اننا نؤكد ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن بما يحفظ سيادة سورية واستقرارها وعروبتها، ونشدد على أهمية منع تجدد العنف، والحفاظ على اتفاقات وقف النار، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين السوريين».وعن لبنان، قال الملك سلمان: «نؤكد ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تقود إلى تجاوز أزمته، وأهمية بسط سلطة حكومته على جميع الأراضي اللبنانية لضبط أمنه والتصدي لعمليات تهريب المخدرات والأنشطة الإرهابية التي تنطلق منها مهددة لأمن المنطقة واستقرارها».وزير الدفاع
إلى ذلك، أعرب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان عن استغرابه اتهام المملكة بالوقوف مع روسيا في حربها مع أوكرانيا، وأضاف، في تغريدة على «تويتر»، أمس الأول، «الاتهامات الزائفة للسعودية بالوقوف مع روسيا لم تأت من أوكرانيا».وفي سياق آخر، يتعلق بقرار «أوبك+» خفض إنتاج النفط قال الأمير خالد إن قرار «أوبك» اتخذ بالإجماع ولدوافع اقتصادية بحتة، وكتب: «على الرغم من أن قرار أوبك +، الذي اتُخذ بالإجماع، كان لدوافع اقتصادية بحتة، فإن البعض اتهم المملكة بوقوفها بجانب روسيا! إيران كذلك عضو في أوبك، فهل يعني هذا أن المملكة وقفت بجانب إيران أيضا؟».مصر و7 دول
وعبّرت مصر أمس عن دعمها للسعودية فيما يتعلق بقرار تحالف أوبك بلس مطلع الشهر الجاري بخفض إنتاج النفط بمقدار مليونَي برميل يوميا، وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن «مصر تتابع عن كثب وباهتمام أصداء القرار الذي صدر أخيرا عن أوبك بلس، وما أثير حوله من تجاذبات». وأضافت أن «مصر تدعم الموقف الذي عبّرت عنه المملكة العربية السعودية الشقيقة في شرح الاعتبارات الفنية لقرار أوبك بلس، باعتباره يهدف في المقام الأول إلى تحقيق انضباط سوق النفط، وبما يكفل تعزيز قدرة المجتمع الدولي على التعامل مع التحديات الاقتصادية الراهنة».وأمس الأول أبدت 7 دول من تجمع أوبك بلس، بينها الكويت، دعمها لقرار خفض الإنتاج، بعدما قالت الولايات المتحدة إن السعودية دفعت بعض البلدان في المجموعة إلى اتخاذ هذا القرار، في تصعيد لحرب كلامية مع الرياض.وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن قرار «أوبك» الأخير بخفض الإنتاج بواقع مليونَي برميل يوميا كان قرارا فنيا بحتا، وتم بالإجماع وليس قرارا سياسيا. وجاءت تصريحاته بعد إصدار شركة تسويق النفط الحكومية العراقية سومو بيانا دعمت فيه قرار المجموعة ووصفته بأنه «أفضل نهج». ورحب الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف السعود بقرار أوبك+، التي تضم منتجين رئيسيين آخرين في مقدمتهم روسيا، وقال إن بلاده حريصة على الحفاظ على التوازن في أسواق النفط.وذكرت سلطنة عمان والبحرين، في بيانين منفصلين، أن «أوبك» اتخذت قرار خفض الإنتاج بالإجماع. ووصف وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب القرار بأنه «تاريخي»، وأعرب هو والأمين العام لمنظمة أوبك، هيثم الغيص، الذي يزور الجزائر حاليا، عن ثقتهما الكاملة بالنتائج الإيجابية للقرار.قمة العشرين
إلى ذلك، أكدت مصادر دبلوماسية سعودية وخليجية في الرياض أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم يطلب عقد لقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وليس لديه أي نية للقائه خلال قمة مجموعة العشرين بجزيرة بالي الإندونيسية يومي 15 و16 نوفمبر المقبل.وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن جدول لقاءات ولي العهد السعودي لا يشمل أي لقاء مع الرئيس بايدن، مضيفة أن الأمير محمد سيلتقي خلال وجوده في إندونيسيا عددا من قادة دول العشرين، بينهم رؤساء روسيا والصين والهند وآخرين، قبل أن يقوم بجولة تقوده إلى عدد من الدول الآسيوية، بينها مشاركته في اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، الذي يضم 21 دولة بالعاصمة التايلندية بانكوك يومي 18 و19 من الشهر نفسه، وكان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جاك سوليفان أعلن، أمس الأول، أن بايدن ليس لديه أي نية للقاء ولي العهد السعودي.