في رحاب الكعبة
![د.نجم عبدالكريم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/23_1682354851.jpg)
ولما انتهينا من العمرة وعُدنا إلى الفندق، سألتها:- ماما... ما الذنب الذي طلبتِ من الله أن يغفرهُ لك؟- والله - يا ولدي - أنا لم أفعل ما يُغضب الله. - إذاً، لماذا كنتِ تبكين وأنتِ تطوفين؟- لأنني أمام الله... يا ولدي! - أنا تصورت أن لديك ذنوباً وتطلبين من الله أن يغفرها لك.- يا ولدي البكاء بين يدي الله لا علاقة له بالذنوب والمعاصي. - فلمَ البكاء إذاً؟ - من مهابة الوقوف بين يدي الله. **** وهنا تذكرت المقولة/ الرجاء:«اللهم إنّي أعبدك ليس حباً في الجنة، ولا خوفاً من النار... ولكنني أعبدك لأنك كفء للعبادة يا رب». وبعد أن تمعّنت بهذه المقولة، تبيّن لي أنّني كنتُ مُكرّساً جُلّ اهتمامي في كل زياراتي لمكة المكرمة على التوسل إلى ربّي أن يغفر لي الذنوب والمعاصي التي ارتكبتها.صحيح أن الحج والعمرة من شعائر الله، لكنّ الكثير من العباد - وأنا منهم - قد جعلوا من الحج والعمرة، صكوك غفران تمسح ذنوبهم... بل إن البعض بعد الحج والعمرة يعود إلى ارتكاب المعاصي، معتقداً أنه سوف «يمسحها» عندما يكرّر الحج أو العمرة!**** الحوار مع هذه السيدة علّمني أن أردد وأنا بين يدي ربّي: اللهم إنّي أعبدك ليس حباً في الجنة، ولا خوفاً من النار، ولكنني أعبدك لأنك كفء للعبادة يا رب»، إيماناً منّي بتصحيح مسار عبادتي لله.أما غفران الذنوب، فهو - سُبحانهُ - يتكفل به إذا وجدك جديراً بمحبته - جلّ في علاه - من خلال ترجمتك العملية لتعاليم أمرك بها، لا إله إلا هو، وسرتَ عليها لكي تحظى برضاه، جلّ شأنه.