إن شاء الله هذه الحكومة تغير الحال، لكن ما هذه الحكومة؟ هي حكومة والسلام، تقريباً هي حكومة محاصصة وليست بيروقراط، من الجائز شرعاً أن نقول إنها حكومة سياسة وإدارة، مع أنه لا يوجد في البلد سياسة ولا إدارة.. لكنها (الحكومة) ستمشي الأمور وتحل القضايا الكبرى بعون الله، قضايا عويصة صعبة من طراز تغريدة لنائب أو مغردين بأن خبر «كونا» عن تعايش الأديان في ماليزيا يراه هذا النائب المجتهد في علوم الفقه والطهارة يهدد هويتنا وثوابت ديننا، فتمسح الحكومة الخبر من الوجود، أو قد تأتي معلومات عن تمثال أو لوحة في سوق ومول تجاري يثيران الغرائز الجنسية، وبهما شرك والعياذ بالله، أو هناك تغريدة تشكك في الثوابت التاريخية، عندها أبواب التحقيق والإحالة للنيابة مفتوحة... وهلم جرا وجرا هلم.التعليم والانفتاح الاجتماعي والسياسي، والحد من حالة الريع الاقتصادي، والفساد وتوزيع المناصب والمعاشات الإثرائية بقواعد توزيع المغانم بعد انتصارات وفتوح قبائلية وعائلية ومحسوبياتية، والالتفات لأكبر خطر اقتصادي يواجه العالم اليوم من تضخم وكساد قادم، والتهديد الأميركي والغربي لدول الأوبك، وكيف سيؤثر كل ذلك على وضع الدولة المالي في القادم من الأيام، كلها ليست مهمة، المهم، ألا يقفز نائب من كرسيه ويشرع بسؤال لسعادة الوزير تتوقف عليه مسيرة الحضارة الإنسانية، ويأخذ القلق والوسواس ينهشان في قلوب أصحاب السعادة عن استجواب «نووي» يهدد الوجود الوزاري، فتروح السكرة ولا تأتي الفكرة...
كم ستدوم شهور العسل والبصل بين هذه الحكومة والمجلس؟! وكم نتوقع عمر هذا المجلس طول الله أعماركم...؟! وبعدها... ماذا سيحدث...؟ هل سيتغير أي أمر في بلد يا رب لا تغير علينا...؟! أموركم بخير فلا تقلقوا فالدنيا عندنا ولله الحمد ماشية سماري.
أخر كلام
ماشية سماري
18-10-2022