فاضل الرئيس يصنع الدهشة بالألوان في سياق الحروف العربية
تجربته في الرسم اعتمدت على عملية مزج تقني ودلالي
في مجموعة الفنان والخطاط فاضل الرئيس الجديدة اعتمدت تجربته في المقام الأول على عملية مزج تقني ودلالي بين عناصر الفنون التشكيلية، والحروف العربية، لتجسد معطيات رمزية تتوجه في معانيها إلى مضامين إنسانية عدة. وقد أسهم هذا الأمر بشكل خلاق في أن تبدو أعماله مفعمة بالحيوية، وذات تحركات دؤوبة على أسطح اللوحات، ففي هذا السياق سنجد الكتلة التي استخلصها الفنان من الحروف العربية في منتصف اللوحة بلونها الأزرق الفاتح متناسقة مع الفراغ الذي يأخذ أيضاً بهجته من اللون الأصفر المائل إلى الرمادي، وهذا التكنيك يعطي للوحة مدلولاتها الرمزية، وفي الوقت نفسه يتواصل مع ذهن المتلقي للوصول إلى مستويات محددة من الرؤية. وبهذا الصدد، قال الرئيس إنه يحب أن يجمع في أعماله الفنية بين الخط واللوحة التشكيلية، وإنه دائماً يحاول إدخال فن الخط ضمن أسلوب جديد على مستوى التقنيات.
وفي لوحات أخرى سنجد الاحتفاء باللون الأحمر مع بقية الألوان، سواء الأخضر أو الأبيض أو الأصفر... إلخ، متناسقاً مع الفكرة العامة للموضوع، والتي يبث فيها الفنان روحه المتفاعلة مع الجمال. كما أن الفنان اختار لمواضيع لوحاته عناصر فنية متنوعة، مثل الحصان العربي الذي يتناسق مع جماليات الحروف العربية، إضافة إلى الوجه النسائي المُحاط كذلك بالحروف العربية، ومن ثم مزجها مع بعضها البعض من أجل خلق معانٍ تحتفي بالروح الإنسانية، وتتفاعل مع الطبيعة، التي تبدو مُحاطة بالرمزية. إن الرئيس يرسم بالألوان مستعيناً بما في الكلمات العربية من رُقي وتفاعل، للوصول إلى أفكار يمكن للمتلقي أن يقرأها من خلال ما يشعر به من دهشة وتأمل. جدير بالذكر، أن الرئيس شارك في المعرض الدائم الثالث «الخط العربي» مع الفنان علي البداح، والذي افتتحه الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. عيسى الأنصاري في المتحف الحديث، حيث ضم مجموعة متميزة من الأعمال، وقدَّم الفنانان ورشاً كفعالية جانبية.