بينما يتهيأ الرئيس الصيني شي جينبينغ لضمان ولاية ثالثة مدتها 5 سنوات على رأس أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، مع إلقائه خطابا تاريخيا خلال مؤتمر الحزب الشيوعي الأحد، أشاد فيه بعقد من حكمه وجدد تعهده «إعادة التوحيد» مع تايوان أو انتزاعها بالقوة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن بكين تريد الاستيلاء على تايوان ضمن «جدول زمني أسرع بكثير» من السابق.

وخلال منتدى في جامعة ستانفورد، مع وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، قال بلينكن: «رأينا بروز صين مختلفة تماما في السنوات الأخيرة تحت قيادة شي، وهناك توجهات قمعية أكثر في الداخل، وعدوانية أكثر في الخارج»، مشيرا إلى أن هذا الأمر «يطرح في كثير من الحالات تحديا لمصالحنا وقيمنا».

Ad

واتهم شي بـ «خلق توتر هائل من خلال تغيير النهج تجاه تايوان»، مضيفا ان الصين اتخذت «قرارا جوهريا مفاده أن الوضع الراهن لم يعد مقبولا، وأن بكين مصممة على متابعة عملية إعادة التوحيد في جدول زمني أسرع بكثير»، إلا أنه لم يقدم أي تقدير أو تاريخ دقيق.

وسبق أن حذرت شخصيات عسكرية أميركية بارزة من أن الصين وسعت قواتها العسكرية إلى الحد الذي قد يمكنها من غزو تايوان في وقت قريب.

ولطالما قالت الصين إنها تسعى إلى «إعادة التوحيد السلمي» مع تايوان، لكنها تحتفظ بالحق في استخدام القوة للاستيلاء عليها إذا لزم الأمر، خصوصا إذا أعلنت الجزيرة استقلالها رسميا.

لكن التصريحات والخطوات تجاه تايوان أصبحت أكثر وضوحا في عهد شي، الزعيم الصيني الأكثر حزما خلال جيل، فقد ربط الاستيلاء على تايوان بحدث «التجديد العظيم للأمة الصينية»، وقال في وقت سابق إن هدف إعادة التوحيد لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية من جيل إلى آخر.

وشمل خطابه الأحد مواضيع مماثلة قائلا إن «عجلات التاريخ تتجه نحو إعادة توحيد الصين»، و«نحن نحتفظ بخيار اتخاذ كل الإجراءات الضرورية» لتحقيق ذلك.

والعلاقات بين واشنطن وبكين في أدنى مستوياتها منذ عقد، في ظل إدارتي دونالد ترامب وخلفه جو بايدن، بسبب مجموعة من القضايا من التجارة إلى الأمن وحقوق الإنسان. لكن بلينكن شدد على وجوب الغوص بشكل أعمق في العلاقات بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم من أجل مصالح مشتركة.

وقال إن «العالم يتوقع بشكل أساسي أن تعمل القوتان معا في ملفات التغير المناخي والصحة العالمية، وربما أيضا الاتجار بالمخدرات، ونحن نعلم أننا لن نتمكن من التعامل مع ملف المناخ على النحو اللازم إن لم تكن الصين مشاركة في الجهود المبذولة»، مؤكدا أن المشكلات العالمية «حلها يكون أصعب من دون انخراط الولايات المتحدة والصين».

وردا على خطاب بلينكن، اتهم الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، أمس، واشنطن بتغيير نهجها تجاه تايوان، مستشهدا بأمثلة مثل زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركية نانسي بيلوسي ومبيعات الأسلحة الأخيرة لتايوان.

وأضاف: «الحل السلمي لقضية تايوان لا يمكن أن يتعايش مع النزعة الانفصالية في تايوان»، مشدداً على أن «إعادة التوحيد السلمي تظل الخيار الأول للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية لحل قضية تايوان، في حين أن الولايات المتحدة تواصل انتهاك التزامها بالاعتراف بالمبدأ القائل بوجود صين واحدة في العالم وأن جزيرة تايوان جزء من الصين».

ويتوقع أن يلتقي شي نظيره الأميركي جو بايدن على هامش قمة مجموعة العشرين، التي تستضيفها بالي الشهر المقبل، في لقاء سيكون الأول بينهما منذ توليهما رئاسة بلديهما.

على صعيد آخر، أعلنت الحكومة البريطانية، أمس، أنها تتخذ «خطوات حاسمة» ضد مساع صينية لجذب طيارين سابقين وحاليين في سلاح الجو البريطاني لتدريب عسكرييها.

وبينما يشارك عسكريون بريطانيون بشكل دوري في مهمات تدريبية مع جيوش أجنبية، إلا أن أي تعاون لطيارين سابقين مع الصين، التي وصفتها لندن بـ «التهديد الأول» للأمن المحلي والعالمي، يشكل مصدر قلق بالغ.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن أكثر من 30 طيارا سابقا قبلوا عروضا تتجاوز قيمتها 240 ألف جنيه إسترليني (273.750 دولارا)، وأن هناك العديد ممن تم تجنيدهم في الخمسينيات من عمرهم، وغادروا سلاح الجو البريطاني أخيرا. وأشارت التقارير إلى أن الممارسة مستمرة منذ عام 2019، لكنها ازدادت مؤخرا.واستدعت لندن القائم بالأعمال الصيني للمطالبة بتفسير بعد هجوم عنيف على متظاهر مؤيد للديموقراطية في هونغ كونغ في القنصلية الصينية في مانشستر اتهمت فيه بكين «مثيري الشغب» بدخول قنصليتها في إنكلترا «بشكل غير قانوني». وأقيمت تظاهرة مصرح بها أمام القنصلية الصينية في مانشستر الأحد، يوم افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي في بكين.